للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخزان، فأخرجت الأرض عيونها، وانفجر حيال كل عين من السماء مثعباً.

وعاينت الشياطين العذاب، فطارت بين السماء والأرض، وجاء إبليس حين حشر الله على نوح البهائم، فأخذ بذنب الحمار فلم يدخل الحمار السفينة، فدفعه نوح، فقال: ادخل ولو كان معك الشيطان، فدخل فرأى نوح إبليس في السفينة، فقال: ويحك من أدخلك؟ قال: أنت أدخلتني، وبإذنك دخلت إذ قلت: ادخل ولو كان معك الشيطان، فدخلت، قال: اخرج، فقال: إني منظور، فأمره أن يقعد على خيزران السفينة.

وغرق كنعان ابنه، ووضع جسد آدم بين الرجال والنساء، فإن آدم كان أوصى ولده أن يحملوا جسده في فلك نوح، فتوارث ولده الوصية حتى حملها نوح.

وقال الله لنوح: " اركبوا فيها باسم الله مجراها " حين يجري الماء " ومرساها " حين يرسو الماء.

وأعطى الله نوحاً خرزتين في السفينة.

ولما ركب نوح السفينة، وحمل فيها من كل زوجين اثنين، كما أمر، فرأى في السفينة شيخاً لم يعرفه، فقال له نوح: " ما أدخلك؟ قال: دخلت لأصيب قلوب أصحابك، فتكون قلوبهم معي، وأبدانهم معك، قال نوح: " اخرج منها يا عدو الله فإنك رجيم، " وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين "، فقال إبليس: خمس أهلك بهن الناس، وسأحدثك منهن بثلاث، ولا أحدثك بالثنتين، فأوحى الله إلى نوح أنه لا حاجة بك إلى الثلاث، مره يحدثك بالثنتين، قال: فهما أهلك للناس، وهما لا يكذبان، هما

<<  <  ج: ص:  >  >>