للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أي ثغر تبتسم ... وبأي طرف تحتكم

غمز المتوكل أبا العنبس أن يولع به، فقال للبحتري: " من مجزوء الكامل "

عن أي سلح ترتطم ... وبأي كف تلتقم

أدخلت رأسك في الرحم

فولى البحتري لما سمع ذلك مغضباً، فجعل أبو العنبس يصيح من خلفه: وعلمت أنك تنهزم فضحك المتوكل، وأمر لأبي العنبس بالصلة التي أعدت للبحتري، فراح البحتري إلى أبي خالد، فقال: أنت عشير وابن عم وصديق، وقد رأيت ما جرى علي. أترى لي أن أخرج إلى منبج بغير إذن، فقد ضاع العلم وهلك.

فقال: لا تفعل، والملوك تمزح بما هو أعظم من هذا.

وتوجه إلى الفتح، فشكا ذلك، فأشار عليه بمثل ذلك، وعوضه، فسكن إلى ذلك، توفي البحتري سنة ثلاث وثمانين ومئتين. وقيل: سنة أربع وثمانين وعمره ثلاث وثمانون سنة، أسكت منها ثلاث سنين.

وقيل: توفي سنة خمس وثمانين، ومولده سنة ست وثمانين.

[الوليد بن عبيد الدمشقي]

أحد الصالحين.

كتب أبو الفيض ذو النون إلى الوليد بن عبيد الدمشقي كتاباً فيه: بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت كتابك، وفهمت ما سألتني فيه عن تعريف حالي، وما عسى أن أخبرك به من

<<  <  ج: ص:  >  >>