للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو معاوية: ما ذكرت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين يديه إلا قال: صلى الله على سيدي ومولاي. وفي سنة ست وثمانين ومئة أقام الحج الرشيد هارون، وجدد البيعة لابنه محمد المخلوع، وعبد الله المأمون، وكتب بينهما شروطا، وعلق الكتاب بالكعبة.

وفي سنة تسعين غزا الرشيد الروم، وفرق القواد في بلادهم، وأقام هو بطوانة، وسأله الطاغية أن ينصرف عنه، ويعطيه مالاً، فأبى، أو يعطيه فدية وخراجاً، ويبعث إليه بجزية عن رأسه ورأس ابنه، فبعث إليه ثلاثين ألف دينار جزية، وأربعة دنانير جزية عن رأسه ودينارين عن رأس ابنه.

وفي سنة ثلاث وسبعين ومئة حج بالناس هارون، وهي السنة التي قسم فيها للناس صغيرهم وكبيرهم درهماً درهماً.

وفي سنة ثلاث وسبعين فتحت سمالوا. وفي سنة تسعين فتح هرقلة، وقال أبو العتاهية فيها: الكامل

الحمد لله اللطيف بخلقه ... إنا لنجزع والإمام صبور

فتحت هرقلة بعد طول تمنع ... إني بكل مسرة مسرور

وإمامنا فيها أغر محجل ... وحجوله يوم القيامة نور

إن حط رحل الحج أعمل سرجه ... للغزو ينجد مرة ويغور

همم لهارون الإمام بعيدة ... أبداً لهن مواسم وثغور

هارون شيد كل عز كان أس ... سه له المهدي والمنصور

<<  <  ج: ص:  >  >>