للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال هزان: قالت لي أم الدرداء: يا هزان، ألا أحدثك ما يقول الميت إذا وضع على سريره؟ قال: قلت: بلى، قالت: فإنه ينادي: يا أهلاه، يا جيراناه، يا حملة سريراه، لا تغرنكم الدنيا كما غرتني، ولا تلعبن بكم كما تلعبت بي، فإن أهلي لم يحملوا عني من وزري شيئاً، ولو حاجوني اليوم عند الجبار لحجوني. ثم قالت أم الدرداء: الدنيا أسحر لقلب العبد من هاروت وماروت، وما آثرها عبد قط غلا أضرعت خده.

بعث عبد الملك بن مروان إلى أم الدرداء، فكانت عنده. فلما كانت ذات ليلة قام عبد الملك من الليل، فدعا خادمه، فكأنه أبطأ عنه، فلعنه. فلما أصبح قالت له أم الدرداء: قد سمعتك الليلة لعنت خادماً! قال: إنه أبطأ عني، قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ".

كانت أم الدرداء تتكىء على عبد الملك بن مروان إذا خرجت من صخرة بيت لمقدس.

قال إسماعيل بن عبيد الله: كان عبد الملك بن مروان جالساً في صخرة بيت المقدس، وأم الدرداء معه جالسة حتى إذا نودي للمغرب قام عبد الملك، وقامت أم الدرداء تتوكأ على عبد الملك بن مروان حتى يدخل بها المسجد، فإذا دخلت جلست مع النساء، ومضى عبد الملك إلى المقام فصلى بالناس.

[هند بنت أسماء بن خارجة بن حصن الفزارية]

كانت زوج عبيد الله بن زياد، وهو ابتكرها. وكانا لا يفترقان في سفر ولا حضر. فقتل يوم الخازر وهو من الزاب، وهي معه، فقالت: لا يستمكن هؤلاء مني، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>