للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، فإن عز وجل يقول: " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا " إلى " أجر العاملين " والثالثة: العبد إذا مرت به نعمة من نعم الله قال: الحمد لله، فإن الله عز وجل يقول: " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً " إلى " فنعم أجر العاملين " والرابعة: العبد إذا أصابته مصيبة رجع، فإن الله عز وجل يقول: " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله " إلى " وأولئك هم المهتدون "، كان يحيى يوصي ولده وأهل بيته فقال: أنزلوا الأضياف، ولا تكلفوا لهم مؤونة، فإنكم إذا تكلفتم لهم ثقلوا عليكم، فأطعموهم مما حضر. ولما خرجت المسودة، ولم يدخلوا الشام بعد قال ابن سراقة - يعني عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة ليحيى بن يحيى -: يا أبا عثمان، هل كتبت إلى المسودة؟ فقال يحيى: لا، إني أشهد الله أن ديني واحد، ووجهي واحد، ولساني واحد، فقال له ابن سراقة: تنام، وابن هند لا ينام. يعني: أنه قد كتب إليهم، فقال له يحيى: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون عند الله أميناً.

قال يحيى بن يحيى: لما نزل عبد الله بن علي بالمسودة وحصروا دمشق، استغاث الناس بيحيى بن يحيى، فسأله الوليد بن معاوية أن يخرج إلى عبد الله بن علي ليأخذ لهم أماناً، فخرج إلى عبد الله بن علي، فأجابه إلى ذلك، فاضطرب بذلك الصوت حتى دخل المدينة، وقال الناس: الأمان، الأمان، فخرج من المدينة ناس كثير، وأصعدوا إليهم من المسودة خلقاً كثيراً، فقال له يحيى: اكتب لنا كتاباً بالأمان الذي جعلته لنا، فدعا بدواة

<<  <  ج: ص:  >  >>