للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرفاً هو؟ قال: اربعة أحرف فقلت له: أيكون أربعة أحرف بوزن خمسة أحرف؟ فانقطع، وخجل وسكت. فقال محمد بن عبد الملك: فإنما تأخذ كل شهر ألفي درهم على أنك لا تحسن ما وزن نكتل؟ قال: فلما خرجنا قال لي يعقوب: يا أبا عثمان، هل تدري ما صنعت؟ فقلت له: والله لقد قاربتك جهدي.

قال أبو الفرج: وكان يعقوب في صناعة النحو ذا بضاعة مزجاة نزرة، وقد صنف مع هذا في النحو كتاباً مختصراً لم يعد فيه القدر الذي تناله يده، وإن كان إماماً عالماً في اللغة، وقدرةً سابقاً مبرزاً في اختلاف أهلها من البصريين والكوفيين، وله فيها كتب مؤلفة حسنة، وأنواع مصنفة مفيدة.

قال ابن السكيت: إن محمد بن عبد الله بن طاهر عزم على الحج، فخرجت إليه جارية له شاعرة، فبكت لما رأت آلة السفر، فقال محمد بن عبد الله: مجزوء الرمل

دمعةٌ كاللؤلؤ الرّطب على الخدّ الأسيل

هطلت في ساعة البي ... ن من الطرف الكحيل

ثم قال لها: أجيزي، فقالت:

حين همّ القمر البا ... هر عنّا بالأفول

إنما يفتضح العشا ... ق في وقت الرّحيل

قال الخطيب: بلغني أن يعقوب بن السكيت مات في رجب من سنة ثلاث وقيل: من سنة أربع، وقيل: من سنة ست وأربعين ومائتين، وقد بلغ ثمانياً وخمسين سنةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>