للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوسف، يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلاً. وذكر الثاني: يريد حرب بن إسماعيل، فقال: هو من الكتاب عني. وكان أبو يوسف يجيئني في التاريخ، ينتخب منه، وكان نبيلاً جليل القدر. فبينا أنا قاعد في المسجد إذ جاءني رجل من أهل خراسان، فقعد إلى جنبي، فقال: أنت أبو زرعة؟ قلت: نعم، فجعل يسألني عن هذه الدقائق، فقلت له: من أين جمعت هذه؟ فقال: هذه كتبناها عن أبي يوسف يعقوب بن سفيان.

قال أبو بكر أحمد بن عبدان: لما قدم يعقوب بن الليث، صاحب خراسان، فارس أخبر أن هناك رجلاً يتكلم في عثمان بن عفان رضي الله عنه وأراد بالرجل يعقوب بن سفيان الفسوي؛ فإنه كان يتشيع فأمر بإشخاصه من فسا إلى شيراز، فلما أن قدم علم الوزير ما وقع في قلب السلطان، فقال: أيها الأمير، إن هذا الرجل قد قدم، ولا يتكلم في أبي محمد عثمان بن عفان شيخنا يريد السجزي وإنما يتكلم في عثمان بن عفان صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما سمع ذلك قال: مالي ولأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟؟! توهمت أنه يتكلم في عثمان بن عفان السجزي. فلم يعرض له.

توفي يعقوب بن سفيان سنة سبع وسبعين ومائتين. وكان بين موت يعقوب وأبي حاتم شهر، فقدم موت يعقوب على أبي حاتم. ومات يعقوب بفسا.

[يعقوب بن سلمة بن عبد الله]

ابن الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أخو أيوب، ووالد أم سلمة زوج مسلمة بن هشام بن عبد الملك التي خلف عليها أبو العباس السفاح. وفد يعقوب على هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>