للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ابن عباس قال: لما أمر موسى بالمسير إلى قرية الجبارين، واسمها أريحا، فلما دنا منها بعث اثني عشر رجلاً من أصحابه رؤساء اثني عشر سبطاً، فلما دخلوا قرية الجبارين دخل منهم رجلان حائط رجل من الجبارين، فجاء، فدخل الحائط، فأبصر آثارهما، فأتبعهما حتى أخذهما، فجعلهما في كميه، ثم دخل بهما على ملكهم، فنثرهما، فلما رآهما ملك الجبارين قال: اذهبوا فاجهدوا علينا! فخرجوا حتى أتوا موسى، فأخبروه، فقال: اكتموا علينا. فجعل الرجل يخبر أخاه وأباه وصديقه ويقول: اكتم علي. فأشعر ذلك في عسكرهم، ولم يكتم منهم إلا رجلان: يوشع بن نون، وكالب بن يوفنا، وهما اللذان أنزل الله فيهما: " قال رَجُلانِ مِنَ الذين يخافونَ أَنْعَمَ اللهُ عليهما ". فقال أصحاب موسى: لسنا نقاتلهم، " فاذهبْ أنتَ وربُّك فقاتلا إنَّا ها هنا قاعدون "، فنزل: " فإنَّها مُحَرَّمةٌ عليهم أربعينَ سنةً يَتِيهون في الأرض "، فتاهوا أربعين سنة، فهلك موسى وهارون في التيه، وكل من جاوز الأربعين، فلما مرت الأربعون ناهضهم يوشع بن نون، وهو الذي قام بالأمر من بعد موسى، وهو الذي أفتتحها، وهو الذي قيل له: إن اليوم يوم الجمعة، فهموا بافتتاحها، ودنت الشمس للغروب، فخشي إن دخلت عليه ليلة السبت أن يسبتوا، فنادى الشمس: إني مأمور. وإنك مأمورة، فوقفت حتى افتتحها. قال: فوجدوا فيها من الأموال ما لم يروا مثله، فقربوه للنار فلم تأكله، فقال أفيكم غلول، فدعا رؤساء الأسباط، وهم اثنا عشر رجلاً، فبايعهم، فالتصقت يد رجل منهم بيده. فقال: الغلول في أصحابك، فبايعهم كما بايعت، فمن التصقت يده بيدك فالغلول عنده؛ فبايعهم، فالتصقت يده بيد رجل منهم، فقال: الغلول عندك، فأخرجه، فأخرج رأس بقرة من ذهب، لها عينان من ياقوت، وأسنان من لؤلؤ مرصعة فقرب مع القربان، فأتت النار، فأكلته.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الشمس لم تحبس على بشر إلا يوشع ليالي سار إلى بيت المقدس

<<  <  ج: ص:  >  >>