للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ أبو محمد ابن أبي زيد: القاضي اسماعيل شيخ المالكيين في وقته. وإمام تام الإمامة، يقتدى به. قال طلحة بن محمد بن جعفر في تاريخه: اسماعيل بن إسحاق. منشأه بالبصرة. وأذن للفتيا عن أحمد بن المعذّل، وتقدم في العلم حتى صار علماً ونشر من مذهب مالك، وفضله، ما لم يكن بالعراق في وقت من الأوقات، وصنّف في الاحتجاج له، والشرح، ما صار لأهل هذا المذهب معالم يحتذونه، وطريقاً يسلكونه، ويضاف الى ذلك علمه بالقرآن. وهو كتاب لم يسبقه أحد من أصحابه الى مثله. وكتابه في القراءات، وهو كتاب جليل المقدار، عظيم الخطر، وكتابه في معاني القرآن. وهذان الكتابان شهد بتفضيله فيهما: أبو العباس المبرد. وسمعت أبا بكر بن مجاهد، يصف هذين الكتابين. وذكر أن المبرد كان يقول: القاضي أعلم مني بالتصريف. وبلغ من العمر ما صار واحد عصره، في علوم الإسناد. فحمل الناس عنه من الحديث الحسن، ما لم يحمل عن كثير. وكان كثير من الناس يصيرون إليه، فيقتبس منه كل فريق علماً، لا يشاركه فيه الآخرون. فمن قوم يحملون الحديث. ومن قوم يحملون علم القرآن والقراءات والفقه، الى غير ذلك. قال اسماعيل: دخلت يوماً على يحيى بن أكثم، وعنده قوم يتناظرون في الفقه. وهم يقولون: قال أهل المدينة. فلما رآني مقبلاً قال: قد جاءت المدينة. قال نصر بن علي الجهضمي: ليس في آل حماد بن زيد، أفضل من اسماعيل بن إسحاق. قال المبرد: ما رأت عيني في أصحاب السلطان مثل اسماعيل بن إسحاق، وفلان. وذكره ابن كيسان يوماً، في مسألة من النحو فقال له، اسماعيل: نعم ما قلت. لو قاله غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>