للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما فرغ الناس من الجمعة، سبقا القاضي الى باب الدار، حتى جاء ودخل بيتاً في سقيفة داره، يحكم فيه. وجلس معه إخوانه الذين كانوا يحضرون مائدته. قال الكفيف لزوجته: تسعمي الى وقت الطست. فقالت له: يا مدبر، ما الذي يصلك إليه؟ فقال لها: اسكتي. فلما سمعت الطست، أخبرته. فقال الكفيف: يا قاضي. قال الله تعالى: " ويؤثِرون على أنفُسهم " الآية. وقال: " إنما نُطعِمُكم لوجه الله " الآيات. فصاح القاضي وقال يا غلام: خذ هذا الخوان وامض معه به، حتى توصله الى در هذا المتكلم. ففعل. وحكي أن رجلاً من الرهادنة، بينما هو جالس في دكانه، طلعت إليه امرأة، فقالت له: بع هذا المتاع. وهو جبة وشي وطيلسان، ونعل طائفي، وقلنسوة. فأخذها وقال: هذا لا يصلح إلا بابن طالب.

فمضى بهما إليه، وأخبره. وقال له استقص وادفع لها الثمن. وإذا بذلك كسوته للجمعة. جاءته المرأة، فلم يكن عنده ما يدفع لها غير ذلك. وكان يتصدق بحلى سرجه، وسيفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>