للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السلفاني أحضرني نقفور ليلاً، بالقسطنطينية. فكان أول ما خاطبني به أن قال لي: ما علمت أنك هاهنا، حتى عرفت أنه مات ابنك اليوم. فذكر لي أمرك. فتذكرت أمرك. فدعوت له. ثم قال لي: أنت تقول الخير من الله والشر من الله. قلت: نعم. وذلك أن النصارى كلهم على مذهب القدرية في الاستطاعة. فقال لي: نقفور. فكيف يقدر عليه. إذ هذا ظلم، لا يشبهه. فقلت له: لم يظهره الى ما خلق، مسيطر. قلت له: هل كان حقاً عليه أن يخلق أم لا؟ فلم يجد جواباً. ثم قال لي: عيسى بشّر به جميع الأنبياء. ونبيّكم لم يبشّر به أحد من الأنبياء. فقلت له: نبيّنا قد بشر به، جميع الأنبياء أيضاً. قال ما وجد منه في كتابكم، فهو عندنا. فقلت له: أنا أوجده في كتابكم، وكتابنا. قال: لئن لم تفعل تموت. قلت: مَن يحكم بيننا إذا اختلفنا؟ قال: اليهود. قلت أعداؤنا، وأعداؤكم، كيف تحكم علينا؟ فسكت. فقال لي أيضاً: وأنتم لم تجمعوا على نبيّكم. فإن منكم من يقول: إن النبي عليّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>