للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: وحدثتني امرأة سماها، توفي ابن لها بالفسطاط، فقدمت القيروان. قالت: وكنت أخرج الى باب سلم، كل وقت، فأبكي الى جانب قبر. فرأيت في المنام: كأني هناك. فإذا أهل القبور قعود، على قبورهم. الرجال والنساء. فسمعتهم يقولون: قد جاءت هذه المرأة تبكي. ألها عندنا قبر تبكي عليه؟ فقالوا: لا. فقالوا: لم تؤذينا ببكائها؟ فلطمني ميت، لطمة بيده الشمال، في خدي اليمنى. فقلت: لم تلطم وجهي؟ وقد مسست به الركن والحجر. فقالوا لي: حزنك بمصر، وتؤذينا ها هنا. فانتبهت، وأثر اللطمة في خدها. فكشفت لي وجهها، وفيه أثر السواد. فأقام نحو أربعين يوماً، ثم ذهب. قال أبو بك: خرجت امرأتي في فرح، فبت وحدي. فكلمني جني من ناحية الدار. فقال لي: امرأتك تلبس المعصفرات وتحبسها في مسكننا. فقلت له: ومن أين لك عندنا مسكن يا شيطان؟ فقال لي: ولا تدري ما قلت لك، من ديك أفرق. فلما قال هذا، أدركني منه شيء. قلت: هذا حرز في دجانة. وكان أبو بكر يتخذ ديوكاً. فيجد فيهم أمواتاً. كان ذلك الجني يخنقهم. لأن الدين الأفرق يطرد الشياطين.

<<  <  ج: ص:  >  >>