للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالا لي: إنها مثاقيل الزراء. فلا تجتمع في السنة حبتان. قال: وسألت أبا الفضل عن رجل من جيراني، أصحاب السلطان، أراد أن يودع عندي مائة دينار؟ فقال لي: إذا أتاك فطلبها تردها عليه. قلت: نعم. فقال لي: إن كانت عندك مائة أخرى، تتصدق بها، فافعل. لأنه غاصب. حقه أن يرد ما غصبه على أربابه. فإن لم يعرفهم تصدّق بها، عنهم. وذكر أن رجلاً عند نهب تونس، جاء يشتري ثوباً لامرأته. فوجد جندياً يبيع ثوباً، فظنه ثوب امرأته، فاشتراه بستة دنانير. ودفعها الى الجندي. فجعلها في منطقته مع غيرها. وإذا الثوب ليس بثوب امرأة الرجل. فسأل الجندي أن يقبله، ففعل. فأخذه منه، ودفع إليه دنانيره من منطقته. فسأل عنها جماعة من أصحاب سحنون؟ فما اختلف عليه منهم أحد، بأنه يتصدق بهذه الدنانير، لاختلاطها بدراهم الجندي. وأنها لا تتميز. ويتصدق بقيمة الثوب، لأن كونه في يده من قبل الجندي الغاصب، صار هو كالغاصب له. فوجب عليه رده الى ربه، أو الصدقة به إن جهلهم. فإذا ردّه الى الجندي، لزمته قيمته، يتصدق بها على المساكين. إذ أربابه مجهولون. وكان بينه وبين أبي ميسرة بن نزار الفقيه بعد. وكذلك مع غيره من علماء القيروان، بسبب مسألة الإيمان، واختلافهم فيها. وكان أبو ميسرة يقول له: تب، وأنا أخدمك. فكان أبو الفضل يقول: مماذا أتوب؟ بل أبو الفضل يقول: لماذا أتوب؟

<<  <  ج: ص:  >  >>