للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فطاح بهذه السبيل دمه، وأراد عامل البلد استرضاء الناس فجاء برجلين وقال إنهما اللذان قتلاه فقتلهما، ودفن أبو علي بالليل، وفي ذلك يقول الحصري أبو إسحاق الأديب من رثاء فيه:

دفنوا صبحهم بليل وجاءوا ... حين لا صبح يطلبون الصباحا

ومن رثاء ابن الوراق فيه:

مضرج بدم الإسلام، مهجته ... من بين أحشاء دين الله تنتزع

والمراثي فيه كثيرة منها لابن جرمون قصيدة أولها:

جفوني لا تدري الدموع بأسحم ... ونفسي ألا تلتظي فتضرمي

فلا وجد إلا أن تفيضي من الأسى ... ولا دمع إلا أن يكون مع الدم

وقال ابن يحيى في قصيدة:

وأكون متبعاً لأشنع سنة ... قبلي العالم أبو تمام

للبست لبس الثاكلات وجئت في ... سود السلاب بكاة من حام

[أبو جعفر عمر بن مثنى]

كان أبوه من جلّة أصحاب عيسى بن مسكين، مات وتركه صغيراً، فربّاه الشيخ أبو الحارث ليث بن محمد الفقيه،

<<  <  ج: ص:  >  >>