للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن المبارك: مررت بحائك وقد انقطع شسع نعلي فلقيني بنعال، فقلت للثواب فعلتها؟ قال نعم. فكنت إذا أجزت به ملت إليه فسلمت عليه. ثم افتقدته فأصبته قد أغلق حانوته، فسألت عنه بعض جيرانه، وقلت: إن كان مريضاً عدناه أو مشغولاً أعناه أو فقيراً واسيناه. فقالوا لا علم لنا به. فأستأذنت على منزله فخرج إلي، فسألته ما شغلك عن حانوتك؟ فقال لي: أنت يا ابن المبارك، يراك الناس تميل إلي فالبستني قميصاً ليس علي منه شيء. فأخذت بكمه فسرت به إلى المقابر فقلت له: هذا قبر فلان، كان من شأنه كذا. وهذا قبر فلان، كان من شأنه كذا. فقال لي يا ابن المبارك ما أعرف ما تقول، ليس الرجل كل الرجل من وصفته الألسن ولا الرجل كل الرجل من رمقته الأعين، إنما الرجل من ستر الله عليه في حياته فأدخله قبره مستوراً ثم أبرزه يوم القيامة ليس عليه ذلة معصية فذلك الرجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>