للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر ابن مغيث: أن القاضي اسماعيل بن إسحاق، ذكر له فقال فيه، الإمام ابن الإمام. وذكر مرة، ما ألّفه العراقيون م الكتب، فقال اسماعيل: عندنا من ألّف في مسائل الجهاد عشرين جزءاً، وهو محمد بن سحنون، يفخر بذلك على أهل العراق. قال ابن حارث: كان من الحفاظ المتقدمين المناظرين، المتصرفين. وكان كثير الكتب غزير التأليف. له نحو مائتي كتاب في فنون العلم. ولما تصفح محمد بن عبد الله بن عبد الحكم كتابه، وكتاب ابن عبدوس، قال في كتاب ابن عبدوس: هذا كتاب رجل أتى بعلم مالك على وجهه. وفي كتاب ابن سحنون: هذا كتاب رجل يسبح في العلم سبحاً. قال ابن الجزار: كان ابن سحنون إمام عصره في مذهب أهل المدينة بالمغرب. جامعاً لخلال قل ما اجتمعت في غيره من الفقه البارع، والعلم بالأثر والجدل والحديث، والذب عن مذهب أهل الحجاز. سمحاً بماله، كريماً في معاشرته، نفاعاً للناس، مطاعاً، جواداً بماله وجاهه. وجيهاً عند الملوك والعامة. جيد النظر في الملمات. قال حمديس: جئت يوماً الى محمد بن سحنون فأخرج إلي كتاب الرجوع عن الشهادات. فقال لي: خط مَن هذا؟ فقلت خط سحنون. وكان ابن عبدوس أنكر أن يكون لسحنون. فقال لرجل: امض بالكتاب إليهما، ولا يمساه وأرهما إياه، ورقة، ورقة. وقل لهما خط مَن هو؟ ففعل الرجل ذلك. فقالا: خط سحنون، وما ظننا ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>