للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منها، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - عند بنائه لمسجده (١) .

وأما أن يوجد القبر والمسجد في آن واحد فهذا نادر جدًا ولا يتأتى إلا إذا كان المسجد من مادة يمكن صنعها بسرعة، كعريش السعف ونحوه. قال ابن القيم: ولو وضع المسجد والقبر معًا لم يجز ولم يصح الوقف ولا الصلاة (٢) وهذا من باب تغليب الحظر على الإباحة (٣) ولأن الأحاديث تشمل هذه الصورة كغيرها مما تقدم ذكره (٤) . ولو أن إنسانًا أوقف مسجدًا وشرط أن يدفن في جانب منه، لبطل شرطه لمخالفته المشروع (٥) . ولربما قيل بحبوط عمله لسوء نيته.


(١) انظر: الجزء الأول، المسألة الأولى من أحكام المسجد النبوي.
(٢) ذكره ابن قاسم في حاشية الروض المربع (٣ / ١٣١) ولم أعثر عليه.
(٣) انظر: نيل الأوطار للشوكاني (٥ / ١١٢) ، والأشباه والنظائر للسيوطي (ص١٠٥) ، وروضة الناظر لابن قدامة (ص٢٧) تحقيق: الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن السعيد. ط: الأولى.
(٤) انظر: حاشية ابن قاسم (٣ / ١٣١) ، وكشاف القناع (١ / ٢٩٤) .
(٥) انظر: إعلام الساجد للزركشي (ص٣٥٦) .

<<  <   >  >>