للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاكم عليه في ذلك بشيء؟ أو كان مستطلق البطن١، فذهب أكثر مما يذهب مثله أله منعه؟

فإن قلت: لا٢، فقد أقررت أن الإجارة تمت على ما يفعله الناس من غير استقصاء ذلك الشيء٣ الذي [ع-١٥٧/أ] وقته، وكذلك الطعام والكسوة على ما يفعله الناس.

[٢٣٢٨-] قال إسحاق: مضت السنة من النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحيا أرضاً مواتاً، فقد ملك رقبتها، وقال الرسول٤ صلى الله عليه وسلم: "عاديُّ الأرض لله ولرسوله، ثم لكم، من أحيا من موتان الأرض شيئاً، فقد ملك رقبتها٥".


١ أي عنده إسهال كما يسمونه في الطب الحديث.
٢ حرف "لا" ناقص من نسخة ع.
٣ في نسخة ع: "بالشيء".
٤ في نسخة ع: "رسول الله".
٥ هذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة، عن ابن طاوس، عن أبيه موصولاً بلفظ "من أحيا أرضاً ميتة، فله رقبته"، وعن ابن عباس، وطاوس بلفظ "من أحيا ميتاً من موتان الأرض".
وذكر البخاري في صحيحه آثاراً وأحاديث في ذلك تعليقاً، فقال: باب من أحيا أرضاً مواتاً. وقال عمر: من أحيا أرضاً ميتة فهي له، ويروى عن عمر، وابن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "في غير حق مسلم، وليس لعرق ظالم، فيه حق". ويروى فيه عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ساق حديث الباب عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أعمر أرضاً، ليست لأحد: فهو أحق"، وقال عروة: قضى به عمر رضي الله عنه في خلافته.
وأخرج الترمذي حديث جابر، وحديث سعيد بن زيد، وصححهما، ثم قال: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد، وإسحاق.
وقد تكلم الحافظ على هذا الحديث في كتاب الدراية.
كما أخرج الحديث البيهقي من طريقين مرسلاً عن طاوس، وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز له بالضعف، وعزاه ابن قدامة في المغني لسنن سعيد بن منصور، وأورده أبو عبيد في كتاب الأموال عن ابن طاوس عن أبيه بزيادة وهي قوله: قال قلت: وما يعني؟ قال: تقطعونها الناس. قال أبو عبيد: العاديُّ، كل أرض كان بها ساكن في آباد الدهر فانقرضوا، فلم يبق منهم أنيس، فصار حكمها إلى الإمام.
انظر: صحيح البخاري مع الفتح كتاب الحرث والمزارعة ٥/١٨، وسنن الترمذى كتاب الإحكام: باب ما ذكر في إحياء الموات ٣/٦٥٤، ومصنف ابن أبي شيبة كتاب البيوع، باب من قال: إذا أحيا أرضاً، فهي له ٧/٧٥، وكتاب الأموال لأبي عبيد ٣٤٧، ٣٥٤، والسنن الكبرى للبيهقي كتاب إحياء الموات: باب لا يترك ذمي يحييه ٦/١٤٣، والجامع الصغير مع الفيض ٤/٢٩٨، والمغني لابن قدامة ٥/٤١٧، الدراية في تخريج أحاديث الهداية للحافظ ابن حجر ٢/٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>