للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب» (١) .

وهذا واضح الدلالة.

مناقشة هذا الدليل: يناقش بأنه ضعيف الإسناد، فلا يصلح للاحتجاج، ولكن كما قال النووي (٢) يغني عنه حديث السائب - الذي قبله - ". ثانيا: من المعقول: ١ - أن الخطيب بجلوسه بعد الصعود يستريح من تعب الصعود، ويتمكن من الكلام التمكن التام (٣) .

٢ - أن في الجلوس بعد الصعود زيادة وقار، فيسنّ (٤) .

وأما أصحاب القول الثاني فلم أطلع على دليل لهم، والظاهر أنهم يستدلون بحديث السائب الذي استدل به أصحاب القول الأول، لكنه مجرد فعل، فلا يدل على الوجوب، بل على السنية


(١) أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الصلاة - باب الجلوس إذا صعد المنبر ١ / ٢٨٦، الحديث رقم (٢٨٦) ، وقال النووي في المجموع ٤ / ٥٢٦: " بإسناد ضعيف ".
(٢) المجموع ٤ / ٥٢٦.
(٣) ينظر: مغني المحتاج ١ / ٢٨٩، والمبدع ٢ / ١٦٢، وكشاف القناع ٢ / ٣٥ - ٣٦.
(٤) ينظر: مواهب الجليل ٢ / ١٧١.

<<  <   >  >>