للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عزيزة تقوي جانب الأمة وتشيد حضارتها " فالمقصد الشرعي أن تكون أموال الأمة عدة لها وقوة لابتناء أساس مجدها والحفاظ على مكانتها حتى تكون مرهوبة الجانب مرموقة بعين الاعتبار، غير محتاجة إلى من قد يستغل حاجتها فيبتز منافعها ويدخلها تحت نير سلطانه " (١) .

٣ - وينتج عن التبذير اهتزاز اقتصاد الدولة المسلمة وتدني مستواه، وربما أصيبت ميزانيتها بعجز كبير، وهبطت عملتها إلى مستوى الحضيض، الأمر الذي يؤدي إلى التضخم، ومن ثم ترتفع الأسعار ويعم الغلاء، وينخفض سعر العملة في الخارج، وتنزح رؤوس الأموال خارج البلاد (٢) .

ويذكر أهل الاختصاص أن من أهم أسباب التضخم: اختلال التوازن بين الاستهلاك والاستثمار، فإذا كان الاستهلاك أكبر من الاستثمار فإن الطلب يرتفع ويؤدي إلى التضخم (٣) .

وقصارى القول أن اقتصاد الدولة المسلمة لا يستقر إلا إذا تحققت فيه العدالة والاقتصاد، وكفت عنه أيدي العابثين بالأموال، المبذرين لها.

٤ - أن الإسراف سبب لنزع البركة في المال.

فإن تبذيره تضييع له، وهيهات البركة مع الضياع، والفقر هو المحصلة النهائية.

ولو أن الفقر كان موجودا من قبل لهان الأمر.

والفقر أحمد من مال تبذره ... إن افتقارك مأمون به السرف


(١) التحرير والتنوير لابن عاشور ١٥ / ٧٩.
(٢) ينظر: القاموس الاقتصادي. للدكتور محمد بشير علية ص ١١٤.
(٣) انظر: المرجع السابق ص ١١٥.

<<  <   >  >>