للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الدرداء إلى الشام لتعليم أهلها فاستقر بدمشق وعَمَر مسجدها بالتعليم.

أما في عهد التابعين ومن بعدهم فقد ازدهر التعليم في المساجد، وكانت هي دور العلم الأولى التي يقصدها طلاب العلم على مر العصور.

وإننا حينما نقارن بين النتائج التربوية التي كان المسجد يقدمها من خلال الدروس العلمية وبين ما تقدمه المدارس من خلال الدروس العلمية نفسها نجد الفرق واضحًا حيث نجد أن الدراسة في المسجد يقارنها غالبًا الجانب التربوي ويصاحبها الورع والتقوى.

فليست الدراسة في المسجد دراسة نظرية يُقصد منها مجرد العلم والمعرفة وإنما هي دراسة تربوية يقصد منها العمل أولا، فلا يكاد الدارس ينتظم في حلقات المسجد حتى يتبدل سلوكه وتسمو أخلاقه ويظهر بمظهر المتَّزن الحكيم ويتقوى إيمانه فينشر هذه الفضائل في أسرته ومن يتصل به من معارفه.

وإننا لا نقول إن هذه الفضائل تخلو منها المدارس فهي

<<  <   >  >>