للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُقَاتِلٌ: إِلَى يَوْمِ بَدْرٍ. {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: ١٥] إِلَى كُفْرِكُمْ.

[١٦] {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} [الدخان: ١٦] وَهُوَ يَوْمُ بَدْرٍ، {إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: ١٦] وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ وَقَالَ الْحَسَنُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَرَوَى عِكْرِمَةُ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عباس.

[١٧] {وَلَقَدْ فَتَنَّا} [الدخان: ١٧] بلونا، {قَبْلَهُمْ} [الدخان: ١٧] قَبْلَ هَؤُلَاءِ، {قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ} [الدخان: ١٧] عَلَى اللَّهِ وَهُوَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ.

[١٨] {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ} [الدخان: ١٨] يَعْنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَطْلِقْهُمْ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ، {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} [الدخان: ١٨] على الوحي.

[قوله تعالى وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ] مُبِينٍ. . .

[١٩] {وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} [الدخان: ١٩] أي لَا تَتَجَبَّرُوا عَلَيْهِ بِتَرْكِ طَاعَتِهِ {إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: ١٩] بِبُرْهَانٍ بَيِّنٍ عَلَى صِدْقِ قَوْلِي، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ تَوَعَّدُوهُ بِالْقَتْلِ.

[٢٠] فَقَالَ {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} [الدخان: ٢٠] أن تقتلون، وقال ابن عباس: تشتمونِ وَتَقُولُوا هُوَ سَاحِرٌ. وَقَالَ قَتَادَةُ: تَرْجُمُونِي بِالْحِجَارَةِ.

[٢١] {وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ} [الدخان: ٢١] فَاتْرُكُونِي لَا مَعِيَ وَلَا عَلَيَّ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاعْتَزِلُوا أَذَايَ بِالْيَدِ وَاللِّسَانِ، فَلَمْ يُؤْمِنُوا.

[٢٢] {فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ} [الدخان: ٢٢] مُشْرِكُونَ فَأَجَابَهُ اللَّهُ وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْرِيَ.

[٢٣] فَقَالَ: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا} [الدخان: ٢٣] أَيْ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، {إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} [الدخان: ٢٣] يَتْبَعُكُمْ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ.

[٢٤] {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ} [الدخان: ٢٤] إِذَا قَطَعْتَهُ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، {رَهْوًا} [الدخان: ٢٤] سَاكِنًا عَلَى حَالَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، بَعْدَ أَنْ ضَرَبْتَهُ وَدَخَلْتَهُ، مَعْنَاهُ لَا تَأْمُرْهُ أَنْ يَرْجِعَ اتْرُكْهُ حَتَّى يَدْخُلَهُ آلُ فِرْعَوْنَ، وَأَصْلُ الرَّهْوِ: السُّكُونُ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: مَعْنَاهُ اتْرُكِ البحر رَاهِيًا أَيْ سَاكِنًا، فَسُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ، أَيْ ذَا رَهْوٍ. وَقَالَ كَعْبٌ: اتْرُكْهُ طَرِيقًا. قَالَ قَتَادَةُ: طَرِيقًا يا بسا. قَالَ قَتَادَةُ: لَمَّا قَطَعَ مُوسَى الْبَحْرَ عَطَفَ لِيَضْرِبَ الْبَحْرَ بِعَصَاهُ لِيَلْتَئِمَ وَخَافَ أَنْ يَتْبَعَهُ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ، فَقِيلَ لَهُ: اتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا كَمَا هُوَ، {إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} [الدخان: ٢٤] أَخْبَرَ مُوسَى أَنَّهُ يُغْرِقُهُمْ لِيُطَمْئِنَ قلبه في تركه كَمَا جَاوَزَهُ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا تَرَكُوا بِمِصْرَ. ٢٥،

[٢٦] فَقَالَ: {كَمْ تَرَكُوا} [الدخان: ٢٥] يَعْنِي بَعْدَ الْغَرَقِ، {مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ - وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} [الدخان: ٢٥ - ٢٦] مَجْلِسٍ شَرِيفٍ، قَالَ قَتَادَةُ: الْكَرِيمُ الحسن.

[٢٧] {وَنَعْمَةٍ} [الدخان: ٢٧] وَمُتْعَةٍ وَعَيْشٍ لَيِّنٍ، {كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} [الدخان: ٢٧] ناعمين وفاكهين أشرين بطرين.

[٢٨] {كَذَلِكَ} [الدخان: ٢٨] قَالَ الْكَلْبِيُّ: كَذَلِكَ أَفْعَلُ بِمَنْ عصاني، {وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [الدخان: ٢٨] يَعْنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ.

[٢٩] {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: ٢٩] وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا مَاتَ تَبْكِي عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَهَؤُلَاءِ لَمْ يَكُنْ يَصْعَدُ لَهُمْ عَمَلٌ صَالِحٌ فَتَبْكِي السَّمَاءُ عَلَى فَقْدِهِ، وَلَا لَهُمْ عَلَى الأرض عمل صالح فتبكي الأرض عليه. {وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان: ٢٩] لَمْ يَنْظُرُوا حِينَ أَخَذَهُمُ الْعَذَابُ لِتَوْبَةٍ وَلَا لِغَيْرِهَا.

[٣٠] {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [الدخان: ٣٠] قَتْلِ الْأَبْنَاءِ وَاسْتِحْيَاءِ النِّسَاءِ وَالتَّعَبِ فِي الْعَمَلِ. ٣١،

[٣٢] {مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ - وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ} [الدخان: ٣١ - ٣٢] يَعْنِي مُؤْمِنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، {عَلَى عِلْمٍ} [الدخان: ٣٢] بهم {عَلَى الْعَالَمِينَ} [الدخان: ٣٢] عَلَى عَالِمِي زَمَانِهِمْ.

[٣٣] {وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ} [الدخان: ٣٣] قَالَ قَتَادَةُ: نِعْمَةٌ بَيِّنَةٌ مَنْ فَلْقِ الْبَحْرِ وَتَظْلِيلِ الْغَمَامِ وَإِنْزَالِ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى، وَالنِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَهَا عليهم. قال ابْنُ زَيْدٍ: ابْتَلَاهُمْ بِالرَّخَاءِ وَالشِّدَّةِ، وقرأ (ويبلوكم بالشر والخير فتنة) . ٣٤،

[٣٥] {إِنَّ هَؤُلَاءِ} [الدخان: ٣٤] يَعْنِي مُشْرِكِي مَكَّةَ {لَيَقُولُونَ - إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى} [الدخان: ٣٤ - ٣٥] أَيْ لَا مَوْتَةَ إِلَّا هَذِهِ الَّتِي نَمُوتُهَا فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَا بَعْثَ بَعْدَهَا. وَهُوَ

<<  <  ج: ص:  >  >>