للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله. {وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ} [الدخان: ٣٥] بِمَبْعُوثِينَ بَعْدَ مَوْتَتِنَا. ٣٦،

[٣٧] {فَأْتُوا بِآبَائِنَا} [الدخان: ٣٦] الَّذِينَ مَاتُوا، {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الدخان: ٣٦] أنَّا نُبْعَثُ أَحْيَاءً بَعْدَ الْمَوْتِ، ثُمَّ خَوَّفَهُمْ مِثْلَ عَذَابِ الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ فَقَالَ: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} [الدخان: ٣٧] أَيْ لَيْسُوا خَيْرًا مِنْهُمْ، يَعْنِي أَقْوَى وَأَشَدَّ وَأَكْثَرَ مِنْ قَوْمٍ تُبَّعٍ. قَالَ قَتَادَةُ: هُوَ تُبَّعٌ الْحِمْيَرِيُّ، وَكَانَ سَارَ بِالْجُيُوشِ حَتَّى حَيَّرَ الْحِيرَةَ، وَبَنَى سَمَرْقَنْدَ وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ، سُمّي تُبَّعا لِكَثْرَةِ أَتْبَاعِهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُسَمَّى تُبَّعًا لِأَنَّهُ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ، وكان هذا الملك يَعْبُدُ النَّارَ فَأَسْلَمَ وَدَعَا قَوْمَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَهُمْ حِمْيَر، فَكَذَّبُوهُ {وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الدخان: ٣٧] مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ {أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [الدخان: ٣٧] ٣٨،

[٣٩] {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} [الدخان: ٣٨] {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الدخان: ٣٩] قِيلَ: يَعْنِي لِلْحَقِّ وَهُوَ الثَّوَابُ عَلَى الطَّاعَةِ وَالْعِقَابِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ. {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الدخان: ٣٩]

[قوله تعالى إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ. . .]

[٤٠] {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ} [الدخان: ٤٠] يَوْمَ يَفْصِلُ الرَّحْمَنُ بَيْنَ الْعِبَادِ {مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الدخان: ٤٠] يُوَافِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ.

[٤١] {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} [الدخان: ٤١] لَا يَنْفَعُ قَرِيبٌ قَرِيبَهُ وَلَا يَدْفَعُ عَنْهُ شَيْئًا، {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} [الدخان: ٤١] لَا يُمْنَعُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ.

[٤٢] {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [الدخان: ٤٢] يُرِيدُ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ يَشْفَعُ بَعْضُهُمْ لبعض، {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ} [الدخان: ٤٢] فِي انْتِقَامِهِ مِنْ أَعْدَائِهِ، {الرَّحِيمُ} [الدخان: ٤٢] بالمؤمنين. ٤٣،

[٤٤] {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ - طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدخان: ٤٣ - ٤٤] ذِي الْإِثْمِ، وَهُوَ أَبُو جَهْلٍ. ٤٥،

[٤٦] {كَالْمُهْلِ} [الدخان: ٤٥] وهو دُرْدِيُّ الزَّيْتِ الْأَسْوَدِ، {يَغْلِي فِي الْبُطُونِ} [الدخان: ٤٥] قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَفْصٌ (يَغْلِي) بالياء، جعلا الْفِعْلَ لِلْمُهْلِ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالتَّاءِ لتأنيث الشجرة، {فِي الْبُطُونِ} [الدخان: ٤٥] أَيْ بُطُونِ الْكُفَّارِ {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدخان: ٤٦] كَالْمَاءِ الْحَارِّ إِذَا اشْتَدَّ غَلَيَانُهُ.

[٤٧] قوله تعالى: {خُذُوهُ} [الدخان: ٤٧] أَيْ يُقَالُ لِلزَّبَانِيَةِ خُذُوهُ يَعْنِي الأثيم، {فَاعْتِلُوهُ} [الدخان: ٤٧] قَرَأَ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِكَسْرِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا، وَهُمَا لُغَتَانِ، أَيِ ادْفَعُوهُ وَسُوقُوهُ، يُقَالُ: عَتَلَهُ يَعْتِلُهُ عَتْلًا إِذَا سَاقَهُ بِالْعُنْفِ وَالدَّفْعِ والجذب، {إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ} [الدخان: ٤٧] وَسَطِهِ.

[٤٨] {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ} [الدخان: ٤٨] قَالَ مُقَاتِلٌ: إِنْ خَازِنَ النَّارِ يَضْرِبُهُ عَلَى رَأْسِهِ فَيَنْقُبُ رَأْسَهُ عَنْ دِمَاغِهِ ثُمَّ يَصُبُّ فِيهِ مَاءً حَمِيمًا قَدِ انْتَهَى حَرُّهُ.

[٤٩] ثم يقال له: {ذُقْ} [الدخان: ٤٩] هذا العذاب، {إِنَّكَ} [الدخان: ٤٩] قَرَأَ الْكِسَائِيُّ (أَنَّكَ) بِفَتْحِ الْأَلِفِ، أَيْ لِأَنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ أَنَا العزيز الكريم، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِكَسْرِهَا عَلَى الِابْتِدَاءِ، {أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: ٤٩]

<<  <  ج: ص:  >  >>