للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحظر على بساتين الدنيا.

[٣٤] {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: ٣٤] قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: ٣٤] عَلَى الْأَسِرَّةِ.

وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ.

بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ فَهِيَ مرفوعة عالية.

وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْفُرُشِ النِّسَاءَ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْمَرْأَةَ فِرَاشًا وَلِبَاسًا عَلَى الِاسْتِعَارَةِ، مَرْفُوعَةٍ رُفِعْنَ بِالْجَمَالِ وَالْفَضْلِ عَلَى نِسَاءِ الدُّنْيَا دَلِيلُ هَذَا التَّأْوِيلِ قَوْلُهُ فِي عَقِبِهِ:

[٣٥] {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} [الواقعة: ٣٥] خَلَقْنَاهُنَّ خَلْقًا جَدِيدًا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي الْآدَمِيَّاتِ الْعُجْزَ الشُّمْطَ، يَقُولُ خَلَقْنَاهُنَّ بَعْدَ الْهَرَمِ خَلْقًا آخر.

[٣٦] {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} [الواقعة: ٣٦] وقال المسيب ابن شَرِيكٍ: هُنَّ عَجَائِزُ الدُّنْيَا أَنْشَأَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى خَلْقًا جَدِيدًا كُلَّمَا أَتَاهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ وَجَدُوهُنَّ أَبْكَارًا.

وَذَكَرَ الْمُسَيَّبُ عَنْ غَيْرِهِ أَنَّهُنَّ فُضِّلْنَ عَلَى الْحُورِ الْعِينِ بِصَلَاتِهِنَّ فِي الدُّنْيَا.

وَقَالَ مُقَاتِلٌ وَغَيْرُهُ: هُنَّ الْحُورُ الْعِينُ أَنْشَأَهُنَّ اللَّهُ لَمْ يَقَعْ عَلَيْهِنَّ وِلَادَةٌ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عَذَارَى وَلَيْسَ هُنَاكَ وَجَعٌ.

[٣٧] {عُرُبًا} [الواقعة: ٣٧] جمع عروب أي عواشق محببات إلى أزواجهن.

وَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ: عُرُبًا حَسَنَاتِ الْكَلَامِ.

{أَتْرَابًا} [الواقعة: ٣٧] مُسْتَوِيَاتٍ فِي السِّنِّ عَلَى سِنٍّ واحد.

[٣٨] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ} [الواقعة: ٣٨] يريد أنشأهن لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ.

[٣٩] {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ} [الواقعة: ٣٩] مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ.

[٤٠] {وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: ٤٠] من مؤمني هذه الأمة، وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّ الثُّلَّتَيْنِ جميعا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ.

[٤١ - ٤٢] قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ - فِي سَمُومٍ} [الواقعة: ٤١ - ٤٢] ريح حارة، {وَحَمِيمٍ} [الواقعة: ٤٢] مَاءٍ حَارٍّ.

[٤٣] {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} [الواقعة: ٤٣] دُخَانٍ شَدِيدِ السَّوَادِ، تَقُولُ الْعَرَبُ: أَسْوَدُ يَحْمُومٌ إِذَا كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: النَّارُ سَوْدَاءُ وَأَهْلُهَا سُودٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِيهَا أَسْوَدُ.

وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: الْيَحْمُومُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ النَّارِ.

[٤٤] {لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} [الواقعة: ٤٤] قَالَ قَتَادَةُ: لَا بَارِدَ الْمَنْزِلِ وَلَا كَرِيمَ الْمَنْظَرِ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: وَلَا كَرِيمَ: وَلَا حَسَنَ، نَظِيرُهُ {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [الشُّعَرَاءِ: ٧]

وَقَالَ مُقَاتِلٌ: طَيِّبٌ.

[٤٥] {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ} [الواقعة: ٤٥] يعني في الدنيا، {مُتْرَفِينَ} [الواقعة: ٤٥] منعمين.

[٤٦] {وَكَانُوا يُصِرُّونَ} [الواقعة: ٤٦] يقيمون {عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} [الواقعة: ٤٦] عَلَى الذَّنْبِ الْكَبِيرِ وَهُوَ الشِّرْكُ.

وقال الشعبي: {الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} [الواقعة: ٤٦] الْيَمِينِ الْغَمُوسِ.

وَمَعْنَى هَذَا: أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْلِفُونَ أَنَّهُمْ لَا يُبْعَثُونَ وَكَذَبُوا فِي ذَلِكَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>