للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا قَوْلِ عِكْرِمَةَ. وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: أُلْحِقَ كُلُّ امْرِئٍ بِشِيعَتِهِ، الْيَهُودِيُّ باليهودي والنصراني بالنصراني، وَقَالَ عَطَاءٌ وَمُقَاتِلٌ: زُوِّجَتْ نُفُوسُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحُورِ الْعِينِ، وَقُرِنَتْ نُفُوسُ الْكَافِرِينَ بِالشَّيَاطِينِ. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ رُدَّتِ الْأَرْوَاحُ فِي الْأَجْسَادِ.

[٨] {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} [التكوير: ٨] وهي الجارية المدفونة حية.

[٩] {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: ٩] وَمَعْنَى سُؤَالِهَا تَوْبِيخُ قَاتِلِهَا لِأَنَّهَا تقول: قتلت بغير ذنب.

[١٠] {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} [التكوير: ١٠] يَعْنِي صَحَائِفَ الْأَعْمَالِ تُنْتَشَرُ لِلْحِسَابِ.

[١١] {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} [التكوير: ١١] قَالَ الْفَرَّاءُ: نُزِعَتْ فَطُوِيَتْ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قُلِعَتْ كَمَا يُقْلَعُ السَّقْفُ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: تَكْشِفُ عَمَّنْ فِيهَا. وَمَعْنَى الْكَشْطِ رَفْعُكَ شَيْئًا عَنْ شَيْءٍ قَدْ غَطَّاهُ كَمَا يُكْشَطُ الْجِلْدُ عَنِ السَّنَامِ.

[١٢] {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} [التكوير: ١٢] قَرَأَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ وَحَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ (سُعِّرَتْ) بِالتَّشْدِيدِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ أَيْ أُوقِدَتْ لِأَعْدَاءِ الله.

[١٣] {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} [التكوير: ١٣] قربت لأولياء الله.

[١٤] {عَلِمَتْ} [التكوير: ١٤] عند ذلك كل {نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} [التكوير: ١٤] مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، وَهَذَا جَوَابٌ لِقَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: ١] وَمَا بَعْدَهَا.

[١٥ - ١٦] قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ - الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: ١٥ - ١٦] معناه أقسم بالخنس، قَالَ قَتَادَةُ: هِيَ النُّجُومُ تَبْدُو بِاللَّيْلِ وَتَخْنَسُ بِالنَّهَارِ، فَتُخْفَى فَلَا ترى، وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: مَعْنَى الْخُنَّسِ أَنَّهَا تَخْنَسُ أَيْ تَتَأَخَّرُ عَنْ مطالعها في كل عام تأخيرا تَتَأَخَّرُهُ عَنْ تَعْجِيلِ ذَلِكَ الطُّلُوعِ، تخنس عنه بتأخرها. والكنس أَيْ تَكْنَسُ بِالنَّهَارِ فَلَا تُرَى.

[١٧] {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [التكوير: ١٧] قَالَ الْحَسَنُ: أَقْبَلَ بِظَلَامِهِ. وَقَالَ الْآخَرُونَ: أَدْبَرَ: تَقُولُ الْعَرَبُ: عَسْعَسَ اللَّيْلُ وَسَعْسَعَ إِذَا أَدْبَرَ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا الْيَسِيرُ.

[١٨] {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير: ١٨] أَقْبَلَ وَبَدَا أَوَّلُهُ وَقِيلَ امْتَدَّ ضوؤه وارتفع.

[١٩] {إِنَّهُ} [التكوير: ١٩] يَعْنِي الْقُرْآنَ، {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [التكوير: ١٩] يَعْنِي جِبْرِيلَ أَيْ نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ عَنِ اللَّهِ - تَعَالَى -.

[٢٠] {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} [التكوير: ٢٠] في المنزلة.

[٢١] {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير: ٢١] أَيْ فِي السَّمَاوَاتِ تُطِيعُهُ الْمَلَائِكَةُ وَمِنْ طَاعَةِ الْمَلَائِكَةِ إِيَّاهُ أَنَّهُمْ فَتَحُوا أَبْوَابَ السَّمَاوَاتِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ بِقَوْلِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفَتَحَ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ أَبْوَابَهَا بِقَوْلِهِ، (أَمِينٍ) عَلَى وَحْيِ اللَّهِ وَرِسَالَتِهِ إِلَى أَنْبِيَائِهِ.

[٢٢] {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} [التكوير: ٢٢] يَقُولُ لِأَهْلِ مَكَّةَ وَمَا صَاحِبُكُمْ يَعْنِي مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَجْنُونٍ. وَهَذَا

<<  <  ج: ص:  >  >>