للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هَذَا. قَالَ: وَسَمِعْتُ الحَافِظَ -أَوْ مَنْ يَحْكِيْ عَنْهُ- قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى السِّلَفِيِّ سَأَلَنِي عَنْ أَشْيَاءٍ، وَقَالَ: مَنْ هُوَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ؟ فَقُلْتُ: المُخَلِّصُ (١). وَسمِعْتُ الحَافِظَ يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ ابنِ الجَوْزِيِّ يَوْمًا، فَقَالَ وَزِيْرَةُ (٢) بنُ مُحَمَّدٍ الغَسَّانِى، فَقُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ وَرِيْزَةُ، فَقَالَ: أَنْتُمْ أَعْرَفُ بِأَهْلِ بَلَدِكُمْ، وَحَكَى حِكَايَةً عَنْ بَعْضِ مَنْ سَلَفَ فِي هَذَا المَعْنَى.

وَذَكَرَهُ ابنُ النَّجَّارِ فِي "تَارِيْخِهِ" فَقَالَ: حَدَّثَ بِالكَثيْرِ، وَصَنَّفَ تَصَانِيْفَ حَسَنَةً فِي الحَدِيْثِ، وَكَانَ غَزِيْرَ الحِفْظِ، مِنْ أَهْلِ الإتْقَانِ وَالتَّجْوِيْدِ، قَيِّمًا بِجَمِيع فُنُوْنِ الحَدِيْثِ، عَارِفًا بِقَوَانِيْنِهِ، وَأُصُوْلهِ، وَعِلَلِهِ، وَصَحِيْحِهِ،


(١) مُحَدِّثٌ مَشْهُوْرٌ، قَالَ الْحَافِظُ الخَطِيْبُ: "كَانَ ثِقَةً، مَأْمُوْنًا" (ت: ٣٩٣ هـ). أَخْبَارُهُ في: تَارِيْخِ بَغْدَادَ (٢/ ٣٢٢)، وَالمُنْتَظَمِ (٧/ ٢٢٥)، وَسِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (١٦/ ٤٧٨)، وَالشَّذَرَاتِ (٣/ ١٤٤)، وَالرِّسَالَةِ المُسْتَطْرَفَةِ (٩٠).
(٢) في (ط): "فَقَالَ وَزِيره: أينَ مُحَمَّد الغَسَّانِي؟ " وَهُوَ تَحْرِيْفٌ شَنيعٌ جَعَلَ لَفْظَةَ "ابن" "أَيْنَ" أَدَاةَ اسْتِفْهَامٍ، وَوَضَعَ عَلَامَةَ الاسْتِفْهَامِ، وَجَعَلَ "وريزه" الأُولى، و"وزيره" الثانية، والصَّحيح العَكْسُ، قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: " (وَرِيْزَة) بَرَاءٍ ثُمَّ زَاي"، وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ نَاصِرِ الدِّين في التَّوْضِيْحِ (٩/ ١٨٤) "قُلْتُ أَوَّلُهُ مَفْتُوْحٌ مَعَ كَسْرِ الرَّاءِ، تَلِيْهَا مُثَنَاةٌ تَحْتُ سَاكِنَةٌ، ثمَّ الزَّايُ مَفْتُوْحَةٌ، ثُمَّ هَاءٌ" وفي تاج العَرُوْسِ (وَرَزَ) قَالَ: "و (وَرِيْزَةُ) أَوَّلُهُ مَفْتُوْحٌ مَعَ كَسْرِ الرَّاءِ، تَلِيْهَا مُثَنَّاةٌ تَحْتُ سَاكِنَةٌ، ثُمَّ الزَّايَ مَفْتُوْحَةٌ، ثُمَّ هَاءٌ" وَقَيَّدَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في التَّبصْيرِ (٤/ ١٤٧) بِضَمِّ الوَاوِ، وَفَتْحِ الرَّاءِ عَلَى التَّصْغِيْرِ، تَبِعِ فيه الحَافِظَ عَبْدَ الغَنِيِّ (وَرِيْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الحِمْصِيُّ الغَسَّانِيُّ من أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَدَ -رَحِمَهُ اللهُ- لَهُ ذِكْرٌ وأَخْبَارٌ (ت: ٢٦١ هـ). يُرَاجَعُ: طَبَقَاتُ الحَنَابِلَةِ (٢/ ٥٠١) وَخَرَّجْتُ تَرْجَمَتَهُ هُنَاكَ.