للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلِ نِمْتُ وَأَنَا مُتَفَكِّرٌ فِي جِنَازَتِهِ، وَذَكَرْتُ أَبْيَاتَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ الَّتِي أَنْشَدَهَا فِي المَنَامِ (١):

نَظَرْتُ إِلَى رَبِّي كِفَاحًا، فَقَالَ لِي … هَنِيْئًا رِضَائِي عَنْكَ يَا ابْنَ سَعِيْدِ

فَقَدْ كُنْتَ قَوَّامًا إِذَا أَقْبَلَ الدُّجَى … بِعِبْرَةِ مُشْتَاقٍ وَقَلْبِ عَمِيْدِ


= وَكَمْ بَيْنَ أَكْنَافِ الثُغُوْرِ مُتَيَّمٌ … كَئِيْبُ غَزَتْهُ أَعْيُنٌ وَثُغُوْرٌ
وَكَمْ لَيْلَةٍ بِالمَاطِرُوْنَ قَطَعْتُهَا … وَيَوْمٍ إِلَى المَيْطُوْرِ وَهُوَ مَطِيْرُ
وَهِيَ مِنْ غُوْطَةِ "دِمَشْقَ". قَالَ العِمَادُ الكَاتِبُ مُؤَلِّفُ "الخَرِيْدَة … " وَغَيْرهَا:
لَوْلَا جَسَارَةُ قَلْبِي مَا ثَبَتُّ عَلَى الْـ … ــعُبُوْرِ مِنْ طَرَبٍ فِي جَسْرِ جَسْرِيْنِ
يُصْبِيْكَ مَيْطُوْرُهَا طَوْرًا وَنَيْربُهَا … طَوْرًا وَيُوْلِيْكَ إِحْسَانًا بِتَحْسِيْنِ
وَقَالَ تَاجُ الدِّيْنِ الصَّرْخَدِيُّ:
وَامْطِرْ دُمُوْعَكَ بِالمَيْطُوْرِ وَابْكِ عَلَى … زَمَانَ لَهْوٍ قَطَعْنَاهُ بِعُرْنِيْنِ
وَ"المَيْطُوْرُ" كَانَ مَرْزَعَةً لِيَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيْدَ بْنِ الحَكَمِ، وَكَانَ يَسْكُنُ "أَرْزُونَا" وَهُوَ المَيْطُوْرُ الشَّرْقِيُّ، وَبُنِيَتْ بِـ "المَيْطُوْرِ" مَدرَسَةً بِـ "جَبَلِ الصَّالِحيَّة" أَوْقَفَتْهَا السِّتُّ فَاطِمَةُ خَاتُوْنَ بِنْتُ السَّلَّالِ سَنَةَ تِسْعٍ وعِشْرِيْنَ وَسِتَّمَائَةَ". يُرَاجَعُ: الأَعْلاقُ الخَطِيْرَةُ "مَدِيْنَة دِمشق" (١٤٣): وَالقَلَائِدُ الجَوهَرِيَّةُ (٢١٧)، وَغُوْطَةُ دِمَشْقَ (١٨١) وَفِيْهِ: "المَيْطُوْرُ: فِي أَرْضِ "الصَّالِحِيَّةِ" آخِرُ حُدُوْدِهَا تَحْتَ نَهْرِ يَزِيْدَ، وَيَقُوْلُ دهمان: إِنَّ المَيْطُوْرَ شَمَالِيِّ حُوْر تَلْعَةَ، وَلَا يَزَالُ فِي تِلْك الجِهة بُسْتَانٌ يُدْعَى بُسْتَان النَّيْطُوْرِ بِالنُّوْنِ".
(١) الأَبْيَاتُ فِي "مِرْآةِ الزَّمَانِ"، وَ"ذَيْلِ الرَّوْضَتَيْنِ"، وَ"تَارِيْخِ الإِسْلَامِ"، وَهِي فِي "تَنْبيهِ الأَخْيَارِ عَلَى مَا قِيْلَ فِي المَنَامِ مِنَ الأَشْعَارِ"، وَ"المَنْهَجِ الأَحْمَدِ"، وَ"الشَّذَرَاتِ"، وَ"القَلَائِدِ الجَوْهَرِيَّةِ" عَنِ المُؤَلِّفِ.