للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= بِمَذْهَبِهِ، وَالظَّاهِرِ أَنَّهُ يَعُدُّهُ حَنْبَلِيًّا، وَلَكِنْ قَدْ يُتَرْجِمُ في كِتَابِهِ بَعْضَ مَنْ لَهُ أَدْنَى صِلَةٍ بِالحَنَابِلَةِ؛ كَأَنْ يُرَافِقَهُمْ فِي الطَّلَبِ، أَوْ يَدْرُسَ فِي مَدَارِسِهِمْ أَوْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ، إِمَّا وَهْمًا، أَوْ مُتَسَاهِلًا، كَمَا يَقَعُ مِثْلُ ذَلِكَ للتَّاجِ السُّبْكِيِّ فِي "طَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ الكُبْرَى" وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ، وَقَدْ اغْتَرَّ المُصَنِّفُ وَابنُ طُوْلُوْنَ بِظَاهِرِ صَنِيعِ ابنِ رَجَبٍ حَتَّى وَهَّمَ الثَّانِيَ الحَافِظَ السَّخَاوِيَّ الشَّافِعِيَّ المُتَفَرِّغَ لِلْحَدِيْثِ وَفُنُوْنِهِ".
وَفِي كَلَامِ الكَوْثَرِيِّ هَذَا جَهْلٌ وَتَخْلِيْطٌ ظَاهِرٌ، فَابنُ رَجَبٍ - رَحِمَهُ اللهُ - لَمْ يَنُصَّ عَلَى مَذْهَبِهِ؛ لأنَّ كُلَّ مَنْ فِي كِتَابِهِ حَنَابِلَةٌ، فَلَا حَاجَةً إِلَى نَصٍّ إِذًا، وَقَوْلُهُ: "وَالظَّاهِر" كَلَامٌ يَدُلُّ عَلَى بَلَادَةِ فَهْمٍ؛ لأَنَّهُ يَسْتَظْهِرُ فِي أَمْرٍ مُتَيَقَّنٍ، والأَمْرُ المُتَيَقَّنُ لَا يَسْتَظْهَرُهُ إِلَّا بَلِيْدُ فَهْمٍ. وَوَصَفَ السَّخَاوِيَّ بِأَنَّهُ مُتَفَرِّغٌ لِلحَدِيْثِ وَأَهْلِهِ، والسَّخَاوِيُّ جَدِيْرٌ بِالمَدْحِ وَالثَّنَاءِ، لَكِنَّهُ مَدَحَهُ؛ لأَنَّهُ يُوَافِقُ هَوًى فِي نَفْسِهِ، وَإِلَّا فَالإِمَامُ البُخَارِيَّ وَهُوَ مَنْ هُوَ فِي حِفْظِ الحَدِيْثِ وَأَهْلِهِ لَمْ يَسْلَمْ مِنْ أَذَى الكَوْثَرِيِّ، ثُمَّ إنَّهُ وَصَفَ ابنَ طُوْلُوْنَ بِـ "الحَافظ" فَهُوَ عِنْدَهُ كَالسَّخَاوِيِّ، فَلِمَ لَمْ يَأْخُذْ بِقَوْلِهِ مَعَ أنَّهُ حَنَفِيٌّ مِثْلُهُ؟!، قَالَ الدُّكْتُور مُصْطَفى جَوَاد - رَحِمَهُ اللهُ - فِي هَامِشِ "المُختصر المُحتاج إليه" (٢/ ٤٥): "وفي حَاشِيَةِ الصَّفْحَةِ (٢٥٨) من ذَيل "تَذْكرة الحُفَّاظ" كَلَامٌ عَلَى تَعْيِيْنِ مَذْهَبِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى الهَوَى" وَوَصْفُ الكَوْثَرِيِّ الحَافِظَ ابنَ رَجَبٍ بِأَنَّهُ وَاهِمٌ أَوْ مُتَسَاهِلٌ جِنَايةٌ عَلَى الحَافِظُ، وَجهْلٌ مِنَ الكَوْثَرِيِّ بِمَصَادِرِ تَرْجَمَةِ الزَّبِيْدِيِّ، فَالحَافِظُ المُنْذِرِيُّ، وَالحَافظُ الذَّهَبِيُّ، والصَّلَاح الصَّفَدِيُّ .... وَغَيْرِهِمْ مِنَ المُتَقَدِّميْنِ عَلَى الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ نَسَبُوْهُ "الحَنْبَلِيِّ" فَهَلْ هَؤُلَاءِ وَاهِمُوْنَ أَوْ مُتَسَاهِلُونَ، وَالكَوْثَرِيُّ أَدْرَى بِهِ مِنْهُم؟! وَالمُنْذِرِيُّ مِنْ أَقْدَمِ مَنْ تَرْجَمَ لَهُ، وَهُوَ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ يَقُوْلُ: "الرَّبَعِيُّ، الزَّبِيْدِيُّ الأَصْلِ، البَغْدَادِيُّ المَوْلِدِ وَالدَّارِ الحَنْبَلِيُّ. . .". وَقَوْلُ الكَوْثَرِيِّ: "وَلَكِنْ قَدْ يُتَرْجمُ فِي كِتَابِهِ بَعْضَ مَنْ لَهُ أَدْنَى شُبْهَةٍ بِالحَنَابِلَةِ. . .". أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: لَوْ كَانَ يَمْلِكُ الدَّلِيْلَ عَلَى ذلِكَ لَسَاق الأَمْثِلةَ، وَلَوْ بِصُوْرَةٍ سَرِيْعَةٍ؛ لكِنَّ الانْتِقَادَ سهْلٌ،