للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ. وَسَمِعَ بِهَا مِنْ ابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ بَعْضَ "مَشْيَخَتِهِ"، وَلَمْ يَظْهَرْ ذلِكَ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الفُتُوْحِ البَكْرِيِّ، وابْنِ مُلَاعِبٍ، وَالعَطَّارِ، والشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَمُوْسَى بنِ عَبْدِ القَادِرِ، وَالشَّيْخِ العِمَادِ، وَابنِ أَبِي لُقْمَةَ، وَابنِ البُنِّيِّ، والقَزْوِيْنيِّ، وَابنِ صَصْرَى، وَالزَّبِيْدِيِّ، وَابنِ الصَّبَّاحِ، وَغَيْرِهِمْ. وَتَفَقَّهَ عَلَى الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَبَرَعَ وَأَفْتَى. وَقَرَأَ أُصُوْلَ الفِقْهِ عَلَى السَّيْفِ الآمِدِيِّ وَلَازَمَهُ، وَأَقَامَ بِـ"دِمَشْقَ" مُدَّةً، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى "الدِّيَارِ المِصْرِيّةِ"، فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ، وَنَابَ فِي القَضَاءِ بِـ"القَاهِرَةِ"، فَحُمِدَتْ طَرَائِقُهُ، وَشُكِرَتْ خَلَائِقُهُ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ مَجْمُوع الفَضَائِلِ، كَثيْرَ المَنَاقِبِ، مَتِيْنَ الدِّيَانَةِ، عَارِفًا بِالقُرآنِ بَعْضَ المَعْرِفَةِ، صحِيْحَ الأخْذِ، بَصِيْرًا (١) بِالمَذْهَبِ، عَالِمًا بِالخِلَافِ وَالطِّبِّ. قَرَأَ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَاتِ بَدْرُ الدِّيْنِ بنُ الجَوْهَرِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ الجَعْبَرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ البَصْرِيِّيْنَ. وَسَمِعَ مِنْهُ ابنُ الظَّاهِرِيِّ، وَابنُهُ أَبُو عَمْرٍو (٢)، وَالقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الحَارِثيُّ، وَالحَافِظُ المِزِّيُّ، وَأَبُو حَيَّانَ، وَالحَافِظُ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُنَيِّرٍ، وَخَلْق سِوَاهُمْ. وَخَرَّجَ لَهُ الحَارِثِيُّ "مَشْيَخَةً" (٣)، سَمِعَهَا


= (١/ ٤٢١)، وَالشَّذَرَاتِ (٥/ ١٤٩).
(١) في (ط): "بَصِيْرٌ".
(٢) في (ط): "عُمَرَ".
(٣) ذَكَرَهَا الكَتَّانِيُّ فِي فِهْرَسِ الفَهَارِس (٦٤٤) قَالَ: ""مَشْيَخَةُ المَرَاغِي" وَهُوَ الصَّفِيُّ خَلِيْلٌ المَرَاغِيُّ الزَّاهِدُ، تَخْرِيْجُ أَبِي مُحَمَّدٍ مَسْعُوْدُ بْن الحَسَنِ الحَارِثيِّ، بِهِ الحَافِظِ السُّوَيْدَاوِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ الفَارِقِيِّ، عَنْ المُخَرَّجَةِ لَهُ". أَقُوْلُ -وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ-: وَالحَارثيُّ المَذْكُورُ إِنَّمَا هُوَ مَسْعُودُ بْنُ أَحْمَدَ حَنْبَلِيٌّ (ت: ٧١١ هـ) ذَكَرَهُ =