للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَنْهُ السِّلَفِيُّ بِالإجَازَةِ. وَذَكَرَ ابْنُ النَّجَّارِ فِي أَوَّلِ "تَارِيْخِهِ" بِإِسْنَادِهِ عَنْ خَمِيْسٍ الحَوْزِيِّ (١) الحَافِظِ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بنَ عَلِيٍّ الرَّازِيَّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي المَنَامِ بِـ "بَغْدَادَ" كَأَنَّهُ فِي مَسْجِدِ "عَتَّابٍ" (٢)، جَالِسٌ فِي القِبْلَةِ، وَعَلَيْهِ


= أَبُو طَاهِرِ بنُ سِلَفَةَ، قَالَ: رِزْقُ اللهِ شَيْخُ الحَنَابِلَةِ، قَدِمَ "أَصْبَهَان" رَسُوْلًا مِنْ قِبَلِ الخَلِيْفَةِ إِلَى السُّلْطَانِ، وَأَنَا إِذْ ذَاكَ صَغِيْرٌ، فَشَاهَدْتُهُ يَوْمَ دُخُوْلهِ كَانَ يَوْمًا مَشْهُوْدًا كَالعِيْدِ، بَلْ أَبْلَغُ في المَزِيْدِ، وَأُنْزِلَ بِـ "بَابِ القَصْرِ" مَحِلَّتِنَا، في "دَارِ سُلْطَان"، وَحَضَرْتُ فِي الجَامِعِ الجُورجِيْرِيِّ مَجْلِسَهُ مُتَفَرِّجًا، ثُمَّ لمَّا تَصَدَّيْتُ للسَّمَاعِ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مَعْمَرٍ اللُّنْبَانِيُّ - وَكَانَ مِنَ الأَثْبَاتِ -: قَدِ اسْتَجزْتُهُ لَكَ في جُمْلَةِ مَنْ كَتَبْتُ اسْمَهُ مِنْ صِبْيَانِنَا، فَكَتَبَ خَطَّهُ بِالإجَازَةِ، قَالَ أَبُو غَالبٍ هِبَةُ اللهِ قَصِيْدَة أَوَّلها:
بِمُقْدَمِ الشَّيْخِ رِزقُ الله قَدْ رزِقَتْ … أَهْلُ أصْبَهَانَ أَسَانِيْدًا عَجِيْبَاتِ
يَقُوْلُ الفَقِيْرُ إلَى الله تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ سُلَيْمَان العُثَيْمِيْنَ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: يَكُوْنُ عُمْرُ الحَافِظِ السِّلَفِيِّ عِنْدَ إِجَازَتِهِ تِلْكَ لَا يَتَجَاوزُ ثَمَانِ سِنِيْنَ؛ لأنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ (٤٧٥ هـ) وَوُروْدُ رِزْقُ اللهِ إِلَى "أَصْبَهَانَ" سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِيْنَ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَقَدْ رَوَى عَنْ رِزْقِ اللهِ كَثيْرٌ مِنْ أهْلِ الأنْدَلُس يُرَاجَعُ مَثلًا: الصِّلَةُ لابنِ بشكوال (٤٥٢)، وَصِلَةُ الصَّلَةِ (٣/ ١٧٩)، وَالذَّيْلُ وَالتَّكْمِلَةُ (١/ ٢٠٤)، وَفِيْهِ رَفْعُ نَسَبِهِ وَالحَدِيْث عَنْ هَذَا النَّسَبِ نَقْلًا عَنِ الأَمِيْرِ في "الإِكْمَالِ" وَالقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الصَّدفي .. وَالذَّيْلُ والتَّكْمِلَةُ أيْضًا (٤/ ٧)، وَنَفْحُ الطِّيْبِ (٢/ ٥٧٥، ٣/ ١١١، ١١٢)، وَالمُتَتَبِّعُ لِأَسَانِيْدِ الأَنْدَلُسِيِّيْن يَظْفَرُ بِأَعدَادٍ كَبِيْرَةٍ.
(١) في (ط) بطَبْعَتَيْهِ: "الجَوْزِيّ" وَقَدْ نَبَّهْتُ عَلَى ذلِك فِيْمَا مَضَى.
(٢) بَغْدَاد مَدِيْنَةُ السَّلامِ للدُّكتور صالح أَحْمَد العَلي (٢/ ١٥٨)، ونَقَلَ عن تَارِيْخِ ابنِ النَّجَّارِ (٢/ ٢٢٤) "الَّذِي كَانَ يُدَرِّسُ فيه عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ" وَفَاتَتْهُ هَذِهِ الإشَارَةُ.