للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنني كنت للجمال رقيقاً ... لست أرجو ما دمت منه شفائي

ثم أصبحت رق حب إمام ... ذي كمال ورفعة وبهاء

من حباه الإله كل حباء ... منه قلب الحسود في برحاء

وتعالت به دمشق وتاهت ... ثم قالت ذا سيد الفضلاء

هو حبر الأنام مفتي دمشق ... ثاقب الفهم نافذ الآراء

مذ دعته الأيام للدين تاجا ... حسد الأرض فيه أوج السماء

رتبة فد لاذت به وتحلت ... بالمنيني محمد العلماء

لو أعار الظلام أخلاقه الغ ... ر لأغنت به عن الأضواء

ذي يراع يبدي إذا أمطر الطر ... س فنوناً جلت عن الإحصاء

بمعان تحكي جمال لآل ... كنجوم في الليلة الظلماء

لو نظمت النجوم فيه عقوداً ... ماقضيت من الحقوق منائي

عاتبي دع لوم المحب وسر بي ... لهمام ذي رتبة علياء

فعليه أني قصرت ثنائي ... وإليه وجهت كل ندائي

ليس يحلو الثناء إلا على من ... نال فضلاً مستوجباً للثناء

إن لي في مدحيه حسن وفاء ... منقذ لي من شدتي وبلائي

واقتراب قد نلت منه ابتعاداً ... عن همومي وكربتي وعنائي

دام مادام يشرق البدر ليلاً ... عالي القدر قاهر الأعداء

بنبي قد فاق كل نبي ... ورسول قد فاز بالإسراء

فعليه السلام ما جن ليل ... وأنار الصباح أفق السماء

توفي رحمه الله في ظهر يوم الأربعاء غرة شهر شعبان المبارك عام ألف وثلاثمائة وسنة عشر ودفن في تربة مرج الدحداح رحمه الله تعالى.

<<  <   >  >>