للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن قوله:

ما أبصر الطرف بمصر وشام ... في الظرف والبهجة والاحتشام

مثل رشيق صاد أحشاي إذ ... صادفته يعطف غصن القوام

ما بين سلع ورياض بها ... قد رقص الغصن وغنى الحمام

وصفقت أوراقه فرحة ... إذ نثر الدر عليها الغمام

فصرت مبهوتاً لما عاينت ... من حسنه عيناي والقلب هام

ولم أطق تأخير رجل إلى ... خلف ولا تقديم أخرى أمام

فمذ رأى من حالتي ما رأى ... أيقن أني دنف مستهام

وجاء نحوي مقبلاً مسرعاً ... مبتسم الثغر وأدى السلام

فقلت يا أهلاً ويا مرحبا ... بمخجل الشمس وبدر التمام

وكان أن يعطف عطفاً إلى ... روض لشمل الأنس فيه انتظام

لولا صديق ظنه إذ بدا ... له رقيباً فتوقى الملام

وراح عني خجلاً مفزعاً ... وخلف الأحشاء فيها ضرام

لا توقعوا أنفسكم في الهوى ... فهو هوان وعذاب مهين

فامتثلوا الأمر وعنه انتهوا ... إني لكم منه نذير مبين

وقال:

تبدى لنا ملفتاً جيده ... ومن عادة الظبي أن يلتفت

ومر وأسرع في مشيه ... فخلناه من شرك منفلت

غزال غزاني وأبدى السرو ... ر لذلك حتى عذولي شمت

وصال بأسمر من قده ... وأبيض من جفنه منصلت

فلا بدع إن صرت من لحظه ... جريحاً وعقلي به قد بهت

وأمسيت لم أدر أين الطر ... يق ولا الفرق ما بين سبع وست

وأسرعت إن سار في خطة ... إليه وإن يلتفت التفت

فكل يميل إلى حسنه ... إذا ما بدا وإذا ما نعت

فيا ليته جاد لي باللقا ... على رغم أنف الزمان المشت

وإن سمح الدهر يوماً به ... فلم التفت طول دهري لست

<<  <   >  >>