للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

مذ غبت يا بدر عن هذي المطالع ما ... أبقيت إلا غراماً في الضلوع نوى

فالجسم عندي وعيني في الطريق وها ... قلبي لديك يعاني حرقة وجوى

والشوق ولى علي الحزن إذ عزل ال ... صبر الجميل ونومي للفرار نوى

والدمع خطط لي ثوب الضنى بيد ... حمراء لما رأى جسمي سليب قوى

فكم يقاسي العنا قلبي وقلبك يا ... روحي مهنا لأنواع السرور حوى

وإن هذا المترجم من أعيان حديقة الأفراح لإزالة الأتراح. وقد ترجمه مؤلفها فقال: صاحبنا الأديب، محمد أمين الزللي المدني الخطيب، وأحد أدباء العصر، والجوهر الفرد الذي ما ظفر بمثله جوهري في الدهر، اجتمعت به عام ألف ومائتين واثنين وعشرين في بندر جدة، فرأيت من أخلاقه ما أوجب علي حمده، شمائله تدل على اللطافة ورقته أرق من السلافة، ما الدر النظيم بأفخر من عقد نظامه الثمين، وما أرج النسيم بأضوع من روائح منثوره الذي هو في الحقيقة سحر مبين، فمن لطائفه قوله:

لاح الصباح براية بيضاء ... وسطا ففرق عسكر الظلماء

والروضة الغناء قام هزارها ... يشدو فأشجانا بطيب غناء

والغصن لاح لنا بتاج أزاهر ... متكلل بجواهر الأنداء

فانهض وبادر للخلاعة واغتنم ... صفو الزمان ولا تكن متنائي

واقرن صبوحك بالغبوق ولا تدع ... فرص السرور بغدوة ومساء

واعقد ببنت الحان واجعل مهرها ... عقلي وأشهد سائر الندماء

واستجلها بكراً تقلد جيدها ... بعقود در بل نجوم سماء

واشهد محاسنها إذا ما أهديت ... من كأسها في حلة اللألاء

وافضض ختام كؤوسها واكشف لثا ... م عروسها وانشق لطيف شذاء

واعدل عن العيدان وارشفها على ... رقص الغصون ونغمة الورقاء

وإذا سألتك ما اسمها متلذذاً ... قل لي فديتك في جواب ندائي

<<  <   >  >>