للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما أخذت فرانسا إقليم الجزائر من أميرها الأمير السيد عبد القادر ونقله الفرنسيس إلى أمبواز بالتكريم، نظرت الحكومة الفرنساوية في إحضار من يكون للأمير المرقوم مؤنساً في محله فأرسلوا إلى الجزائر بذلك، فوقع الاختيار على المترجم المرقوم لعلمه وأدبه وعلو شأنه، وحين وصوله ووروده على الأمير عالي المقام دخل عليه من السرور ما لا يرام، وقال له في الحال على طريق البداهة والارتجال:

أهلاً وسهلاً بالحبيب القادم ... هذا النهار لدي خير مواسمي

وهي قصيدة طويلة أثبتها ولده الأمير محمد باشا في كتابه الذي جمعه في مناقب والده الأمير المرقوم، فجاوبه المترجم في الحال بقوله:

سلام عليكم طال شوقي إليكم ... وقلبي سواكم في البرية ما أحب

سلام يفوق المسك نشر عبيره ... يعمكم والآل يا سادة العرب

أتيتكم عبداً وقصدي زيارة ... لعلي أؤدي ما علي لقد وجب

فمنوا على العبد الذليل بدعوة ... ينال بها حسن الختام مع الأرب

وكان مرادي أن ألاقيكم على ... بساط عزيز الملك والحرب في نشب

وما كان في ظني أرى سيدي كما ... رأيت ألا لله ما تصنع النوب

فصبراً لحكم الله راج ثوابه ... فإن ثواب الله يأتي على التعب

وله قصائد كثيرة ومقاطيع شهيرة. توفي رحمه الله تعالى سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، ودفن في تربة أسلافه خارج قسنطينة.

الحاج محمد بن الحروبي القلعي المغربي المالكي أحد وزراء الأمير عبد القادر

العالم العامل والصدر الجهبذ الكامل، والتقي العابد والنقي المجاهد. كان كاتب الأمير السيد عبد القادر في بلاد الجزائر حينما كان الأمير بها خليفة، ثم جعله والياً في إيالة صطيف، ووقع في أسر الفرنسيس، ثم

<<  <   >  >>