للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله

أيد الحق بحده ... ملجأ في كل شده

فكفى بالمرء إثما ... أن يضيع الحق عنده

وله

أطال اشتياقي قرقف الشفة اللعسا ... وأيقظ وجدي سحر مقلته النعسا

وأخمد صبري حين شب جماله ... لهيباً نفت عني حرارته الأنسا

فتنا به مذ صاغه الله فتنة ... وأصبح يحكي في سماحته الشمسا

ومذ سأل العذال عنه لهوتهم ... ببيت به لغز به استخونوا الحدسا

فآخره عشر لأوله كما ... بدا عد ثانية لثالثه خمسا

واللغز في اسم محمد وله غير ذلك. توفي رحمه الله في يوم الجمعة ثالث شعبان من السنة الثانية بعد المائتين والألف.

[الشيخ محمد مصطفى بن جاد المصري]

الشاب الصالح والناجح الفالح العفيف الموفق. ولد بمصر ونشأ بالصحراء بعمارة السلطان قايتباي، ورغب في صناعة تجليد الكتب وتذهيبها، فعانى ذلك ومارسه عند الأسطى أحمد الدقدوسي، حتى مهر فيها وفاق أستاذه وأدرك دقائق الصنعة، والتذهيبات والنقوشات بالذهب المحلول والفضة والأصباغ الملونة والرسم والجداول والأطباع وغير ذلك، وانفرد بدقيق الصنعة بعد موت الصناع الكبار مثل الدقدوسي وعثمان أفندي بن عبد الله، عتيق المرحوم الشيخ حسن الجبرتي والشيخ محمد الشناوي.

وكان لطيف الذات خفيف الروح محبوب الطباع مألوف الأوضاع، ودوداً مشفقاً، عفوفاً صالحاً ملازماً على الأذكار والأوراد، مواظباً على استعمال اسم لطيف العدة الكبرى في كل ليلة على الدوام صيفاً وشتاء سفراً وحضرا، حتى لاحت عليه أنوار الاسم الشريف وظهرت فيه أسراره وروحانيته، وصار له ذوق صحيح وكشف صريح ومراء واضحة. وأخذ على شيخنا الشيخ محمود الكردي طريق السادة الخلوتية، وتلقن عنه الذكر

<<  <   >  >>