للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكيف وأنت الصدر من سادة حووا ... مكارم الأخلاق العلا ما طووا إلا

ومن معشر هم نسل أشرف مرسل ... دعا لجميل الصفح أكرم بهم نسلا

أولئك آل المصطفى وبنو الوفا ... كنوز الصفا مزن العطاء الذي انهلا

وهم بركات الكون شرقاً ومغربا ... وغوث اللهافى والهداة لمن ضلا

بهم عند أستاذ الوجود توسلي ... ومن أم سادات الوفا لم يخب أصلا

هو المقصد الأسنى لمن كان آملا ... هو المنهل الأصفى لمن كان مغتلا

هو الكعبة العظمى لحج أولي النهى ... فمن بيته يدخل يكن آمناً جذلا

أجل بني الدنيا وأبهرهم سنا ... وأبهجهم سمتاً وأشرفهم أصلا

وأمضاهم عزماً وأبسطهم يدا ... وأوفرهم حزماً وأوسعهم عقلا

وأثبتهم قلباً وأكملهم تقى ... وأبلغهم نطقاً وأفضلهم نبلا

غزير المزايا طيب الجسم خير من ... حططنا بوادي حيه الأقدس الرحلا

همام له ألقى الزمان سلاحه ... وأمسى له دون الورى تبعاً كلا

جواد إذا هلت سماء سماحه ... على ما حل أضحى كان لم ير المحلا

لحا الله أوقاتاً ببعدي تصرمت ... أبيت ولي قلب بنار النوى يصلى

وأقوام سوء دينهم رفض دينهم ... وديدنهم شحن الصدود بما يقلى

إذا ما دعوا للخير صموا وإن دعوا ... لسيئة مدوا لسانا يداً رجلا

ولله أيام بها كنت أجتني ... ثمار الرضا والحظ مجتمع شملا

وأنظم في روضات أنسي بوده ... لآلئ مدح بين منثورها تجلى

اسود أشعاري بسؤدد ذكره ... وأرجع مبيض المحيا بما أولى

فيا ليت شعري هل يعود لي الهنا ... وأحظى بآمالي وأطرح الثقلا

ويا واحد الأعصار لا عصره فقط ... ويا ملكاً مثواه في الفلك الأعلا

أأجفى ولي ود مديد المدى ولي ... إليك انتماء ليس يبلى وإن أبلى

<<  <   >  >>