للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فذا زمن الربيع أتى وحيا ... بأنواع اللطائف والأزاهر

فأضحى الروض يضحك من سرور ... وكل منىً سواك لدي حاضر

فديتك أنت تعلم إن حظي ... من الدنيا هواك به أفاخر

فلا تمهل بحق الود وأسرع ... فها طرفي لنحو الطرق ناظر

حضرة عالم الأدباء وأديب العلماء، العالم الأديب العلم، فارس المنبر والقلم، نخبة عصرنا وزينة مصرنا، من جبل الله القلوب على محبته، فغبطته الناس على عليِّ مرتبته، أخي وصديقي ومناي من الدنيا ورفيقي، الشيخ عبد الرزاق أفندي البيطار، حفظه الله في الإقامة والأسفار. مولاي: إني خرجت إلى القرية لأنزه الخاطر، وأجلو برؤية الخضرة صدى الناظر، فوجدت الربيع قبل وصولي قد وصل إليها، وهيأ كل ما تشتهيه الأنفس وتفضل عليها، وكسا الأرض بالحلل الخضر، والأغصان بالتيجان البيض والحمر، وطيبها نسيم الصبا بالمسك الأذفر، وبعده ريح الغرب بالعطر والعنبر، فأسرعت إليها شعراء الأطيار، لأجل أداء التهنئة بما نالته من الأوطار، فأطربت القلوب بتسجيعها، وشنفت الآذان بلطيف ترجيعها، وماست الأزهار من الطرب، ورقصت الأغصان فرحاً ولا عجب، فعندها اصطفت ندماني، وابتدوا بضرب المثالث والمثاني، ثم بعد أن أطربوا الفؤاد، وأزالوا الهموم برائق الإنشاد، أخذوا في المذاكرة، وشرعوا في المحاورة، فكان أول شيء ذكرهم لبعض ألطافكم، وما حزتموه من بديع أوصافكم، فتنغض على الحضور بسبب إبطائكم السرور، وقد كان حصل وعدكم الشريف بأنكم تتفضلون علينا بالتشريف، فطلب مني جميعهم إرسال رسالة لتحثكم على سرعة الإجابة بدون إطالة، فبادرت، بإرسال هذا الكتاب، وأملي أن تكون رؤية طلعتكم هي الجواب، وبصحبتكم صاحب القلب السليم، سيادة أخيكم الشيخ سليم، وشاديكم قرة العين، النجيب السيد حسين، وها هي جياد الخيل واصلة لأعتابكم،

<<  <   >  >>