للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا ما لاح ممتطياً لطرف ... تخضب بالدماء بدت كحنا

ترى بدراً على شفق وبرق ... بيمنى قد غدت نحساً ويمنا

بها لعدو سدته هلاك ... وأضحت للصديق منى وأمنا

وإن شئت العلوم فكل فن ... غدا فيه فريداً لا يثنى

أيا مولى تفرد في المزايا ... ولم أعلم له في الفخر دنا

تفضل بالقبول فدتك نفسي ... فأنت أحق من بالصفح منا

ودم في عزة وعلو شان ... بك الأعياد يا سندي تهنا

وقد دعاني في عيد من الأعياد لأن أكون معه أيام العيد في بعض منتزهاته، فأرسل لي هذا الكتاب الشريف، المحتوي على كل معنى لطيف، فقال: الأستاذ العظيم والملاذ المفخم، الحائز للفضائل والمتمم للفواضل، سيدي وأخي الشيخ عبد الرزاق أفندي، وبعد: فإنني أهديكم من السلام أعطره، وأبث إلى صديقي من الشوق أوفره، هذا وإن عيد الفطر قد اقترب، والنفوس متشوقة إلى التنزه والطرب، لأن شهر الصيام يضني الأجسام، ولذلك قد صممت الجماعة على التوجه لمحل مخلصكم بالأشرفية بعد الغروب بساعة، وحيث أن حضرتكم واسطة عقدنا، وعروتنا الوثقى الرابطة لودنا، ولا يتم إلا بوجودكم سرورنا، وإن غبتم عنا غاب بسطنا وحبورنا، وبمشاهدتكم يكون لنا عيدان، بمجلس النايات والعيدان، فبادروا إلى المحفل الزاهر، واجتنوا من البستان الأزاهر، وسرحوا الناظر في الروض الناضر، ولا تنقصوا علينا بعدم تشريفكم المسرة، وتجلبوا لأهل ودادكم ببعادكم المضرة، لأنكم قطب دائرة أفراحنا، وطلعتكم البهية مزيلة أتراحنا، فبادروا لإسعافنا بتشريفكم وإتحافنا والسلام:

أهنيك يا بدر السادة والفخر ... بعيد سعيد بعد ما نلت من أجر

فدم ملجأ للناس في العلم والنهى ... يهنى بكم عيد الضحية والفطر

فلا زلت يا مولاي ترفل دائماً ... بثوب الهنا والعز ما رجع القمري

<<  <   >  >>