للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليك يحق المدح إذ أنت أهله ... وأنت لعمري كعبة النظم والنثر

وأنت الذي قد أعجز العقل دركه ... وهيهات أن تدري النهى لجة البحر

وإني لكم أهديت عذراء فكرة ... تفاخر إن أبدت حلاها سنا الفجر

وتفصح أن شامت قبولاً بقولها ... وحقك يا مولاي قد زدت في مهري

فلا زال شهر الصوم يحكيك قدره ... ولا زلت تحكي منه في ليلة القدر

وأعطاك ربي ما تروم وما تشا ... ودامت لك الأيام باسمة الثغر

ولازلت للأعياد عيداً وللعلا ... علاء وللدنيا ضياء مدى الدهر

وفي العيد الذي بعده كنت في معيته في بعض المتنزهات فأراد ملاطفتي بخطابه لي بهذه الأبيات وهي:

ألا يا واحد الفضلاء إني ... لغيرك ليس لي في الرد منزع

وقد كانت توافى كل عيد ... قصائدك التي للشان ترفع

فلم غيرت عادة ذي وداد ... بحبك دون كل الناس يقنع

وأكثرت المدائح والتهاني ... لغيري إن هذا الأمر أفظع

فأجبته في الحال:

ألا يا أوحد الأمراء طرا ... ويا من ساد أهل العصر أجمع

تفرقت المحاسن في البرايا ... وأنت لكل ما نالوه مجمع

فمهما كان مني من مديح ... فمالي في السوى والله مطمع

فأنت على الحقيقة جل قصدي ... وأنت لكل مدح راق مطلع

وقد آن أن نذكر بعض القصيدة التي وعدنا بها عند ذكر سفره إلى الجزائر.

بعد الأحبة عن عياني محرقي ... يا ويح قلب المستهام الشيق

يا قلب هل تقضي زمانك بالأسى ... إربأ بنفسك واشفقن وترفق

كم تقطعن الليل بين تنهد ... وتحسر وتفكر وتحرق

<<  <   >  >>