للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المرحوم أمين أفندي منجك الصالح الهمام، وفي السنة المذكورة وجهت عليه مشيخة الصمادية القادرية الكائنة في محلة الشاغور، في قرب دار المترجم المذكور، ولم يزل مواظباً على الدروس والأذكار، مع تردد الناس إليه آناء الليل وأطراف النهار، إلى أن جذبته يد المنية، إلى الدار الباقية العلية، ليلة الحادي والعشرين من المحرم الحرام، سنة ألف ومائتين وتسع وتسعين وصلى عليه أكثر أهل دمشق الشام، في جامع بني أمية، ثم دفن في مقبرة باب الصغير رحمه الله تعالى.

الشيخ أحمد بن محمد أبو الفتح بن محمد العجلوني الأزهري ابن خليل بن عبد الغني العجلوني الجعفري الشاذلي

العالم الشهير، والشهم اللوذعي الخطير، المولى المفضال، المتسربل برداء السيادة والكمال، صاحب الفضائل والأدب، والسامي بمعارفه ذروة الرتب، فلله دره من إمام، حاز كل مرتبة ومقام، تليت آيات أحاديثه في طروس ذوي الفضائل والإمداد، فسما في سماء السيادة والإرشاد. وقد أخذ عن الشيخ أحمد بن عبيد العطار، وعن الشيخ علي السليمي وعن الشيخ خليل الكاملي، وله تأليفات شهيرة، وكتابات كثيرة، تدل على فضله وعلمه، وغزير ذكائه وفهمه. وأخذ الطريقة الشاذلية عن والده، ولقد أقرأ وأفاد، وعظم قدره وساد، وكان حسن الشمائل، بديع الفضائل، بريء الذمة، عالي الهمة، جميل السيرة، صافي السريرة، ولد بدمشق سنة سبعين ومائة وألف ولم يزل مواظباً على الإفادة والاستفادة في العلوم، مع إتقان المنطوق منها والمفهوم، والعمل بالتقوى، في السر والنجوى، إلى أن جاءه الطلب، إلى الفوز بالأرب، فمات سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف ودفن في تربة باب الصغير، رحمة الله عليه.

<<  <   >  >>