للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحذر من الناس لا تركن إلى أحد ... فالخل في مثل هذا العصر مفقود

بواطن الناس في ذا الدهر قد فسدت ... فالشر طبع لهم والخير تقليد

هذا زمان لقد سادت أراذله ... قلنا لهم هذه أيامكم سودوا

وهي قصيدة طويلة، وله قصيدة ثانية، أرسلها إلى بعض الناس أولها:

يا من له خلق كنفحة عنبر ... بالله كف سهام لومك عن بري

وله أيضاً قصيدة قال في براعة استهلالها:

لو كان أمر فؤادي دائماً بيدي ... لما وضعت يدي اليمنى على كبدي

وله مزدودة جميلة متداولة مشهورة. وله غير ذلك من القصائد الطنانة، والمقاطيع الرنانة:

تلك آثارنا تدل علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار

ومات ولم يدون شعره في ديوان، كما جرت بذلك عادة الشعراء من غابر الأزمان، ومع اشتغاله بالعلم ليلاً ونهاراً، كان يشتغل بالتجارة متعففاً عما في أيدي الناس سراً وجهاراً، ولم يزل في زيادة نعم مع كمال الاحترام، رفيع القدر بين الخاص والعام، حتى انتقل إلى دار السلام، في شهر رمضان سنة ألف ومائتين واثنتين وستين.

ومن العجائب أن محمود أفندي الساعاتي الشاعر المصري المشهور قبل وفاة المترجم بثلاث ليال، رأى في منامه أن الشيخ المترجم توفي، وكان ذلك في مرض موته فانتبه قائلاً:

رحمة الله على حسن قويدر ... فحسب هذه الجملة فكانت تاريخا

للسنة التي وقعت فيها الرؤيا. ثم توفي المترجم بعد ذلك بثلاث ليال، فكانت تاريخاً أيضاً لوفاته. ثم إن محمود أفندي المرقوم أشار إلى ذلك في قصيدته الطنانة، التي رثى بها المترجم المرقوم بقوله:

بكت عيون العلا وانحطت الرتب ... ومزقت شملها من حزنها الكتب

<<  <   >  >>