للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تدنيه الأماني من المعاطب والمآثم، وله شعر لطيف رقيق، ونثر أعذب من الرحيق، ومفاكهات أدبية، ومناسبات لما يخل بالأدب أبية. توفي رحمه الله في معان بعد أداء الحج الشريف ودفن هناك وقبره على يسار الداخل إلى معان من جهة الحجاز، وقد صين قبره بأربعة جدر من اللبن، وما شاع عند أهل معان من أن صاحب هذا القبر اسمه الشيخ عبد الله فهو مما جرت به العادة بين الناس غالباً من أن كل من مات غريباً في محل وكان ذا قدر ولم يعرفوه فإنهم يسمونه بالشيخ عبد الله، والتحقيق أن هذا المقام مقام المترجم المرقوم كما هو محقق عند أهالي حمص خلفاً عن سلف، وكان قد حضر دفنه في هذا المحل جماعة من أهل حمص، وكانت وفاته سنة خمس وأربعين بعد المائتين والألف رحمه الله تعالى.

وقال هذا الموشح في مدح الشام:

حبذا الشام مقر الشرفا ... وديار الأنس فيها وطني

صانها المولى لطيف اللطفا ... من صروف الدهر طول الزمن

دور

كم بها الأخبار حقاً وردت ... وأحاديث روتها العلما

وكذا الأبدال فيها سكنت ... وخيار من خيار الكرما

خيرة الله تعالى قد غدت ... وإليها يجتبي أهل الحمى

فهي دار الأتقياء الحنفا ... من بهم يشفى عليل البدن

كنبي الله يحيى ذي الوفا ... وكذي الكفل جزيل المنن

دور

جامع الأموي حاوي العابدين ... في دياجي الليل والناس نيام

في خشوع لم تراهم ساجدين ... ووجوه زانها نور القيام

<<  <   >  >>