للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العالم الرباني والوالد الروحاني، من تفاخرت به الأقطار، سيدي الشيخ حسن بن إبراهيم البيطار ويهنيه بوصوله بالسلامة من الرحلة الحجازية إلى وطنه دمشق المحمية، دام كما رام والسلام:

ومضت بروق الحي في الظلماء ... سحراً أهاجت لاعج الأحشاء

ونضت سيوف الهند في إبراقها ... فهمت عيون مدامعي بدماء

ما شمتها إلا وملت ترنماً ... كتمايل النشوان بالصهباء

وشفت فؤاد المستهام من الضنى ... نعم الدواء يكون إثر الداء

وفكرت عهداً قد مضى فينا سقى ... عهدي القديم به غمام بكاء

زار الحبيب ونوره متشعشع ... يمحو ظلام الليل الليلاء

لما بدا أنشدت في تلك الربى ... شق الصباح غلالة الظلماء

نادمته والشوق بين جوانحي ... أذكى لهيب الوجد والأهواء

في ليلة جنت فأنور بدرها ... يحكي محيا مرتع البلغاء

من قد رعى حب القلوب وقد حوى ... روض الربيع معنبر الأرجاء

المرتقي رتب الفضائل والعلا ... فيها ارتقى للذروة العلياء

اللوعذي الألمعي ومن غدا ... علم العلوم ومرجع العلماء

المفرد العلم الذي آثاره ... دلت عليه بأصدق الأنباء

إن قيل من هذا الذي تعني فقل ... من مدحه فرض على الشعراء

الفاضل النحرير بدر قد سما ... " حسن " ولكن سيد الحسناء

ميداننا بقدومه قد فاخرت ... أمثالها فيه مع الندماء

صدر الشريعة والحقيقة والتقى ... من قلبه كالدرة البيضاء

من أتقن المعقول والمنقول وافتخرت به شام على الزوراء

مغني اللبيب فكفه قطر الندى ... ومطول التمداح فيه شفائي

قد قام في ذكر الإله ملاحظاً ... بسوابغ الآلاء والنعماء

بطريقة الصديق قد يروي الظما ... بخلوص صدق ساعة الظلماء

كهف ترى النجباء في أعتابه ... تأتي له بالنظم والإنشاء

<<  <   >  >>