للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت وفي صف الأسطوانة السابعة من المنبر أسطوانة مربع أسفلها فهي المرادة لقدّمناه في زيادة عمر وأن لم يكن في صف الأساطين التي تلي القبلة بل في الصف الذي خلف محراب الحنفية وليس المراد بالمربعة هنا الأسطوانة الرابعة من المنبر وإن زعمه المطري لما أوضحناه في الأصل فنهاية المسجد في زمنه من المغرب الثامنة من المنبر وهناك أسطوانة مربع أسفلها تواجه الداخل من باب السلام الظاهر أنها علامة لنهاية زيادته وابتداء زيادة الوليد إذ منها للجدار الغربي أسطوانتان وهما للوليد كما سيأتي والمراد المربعة الغربية التي سبق في حدود المسجد أنها كانت ركن صحنه قبل زيادة الرواقين هناك وهي السادسة من المنبر فتكون نهاية زيادة عمر ونهاية زيادة عثمان التي تليها وهي السابعة فيبقى للوليد ثلاثة أساطين في المغرب وسيأتي في زيادته ما يفهم منه ذلك أيضا وإن كان مردودا فيتحّر من ذلك قولان في نهاية زيادة عمر وعثمان رضي الله عنه وأرجحهما الأوّل ولأبن شبة نقلا عن أبن أبي يحيى إنه كانت لأبي سبرة بن أبي رهم دار موضعها عند الأسطوانة المربعة التي في المسجد اليمانية

الغربية وكانت جديدة ودار كانت هناك لعمار أبن ياسر فأدخلنا في المسجد انتهى وعبر أبن زبالة في إدخالهما أيضا بالصيغة المبينة لما لم يسم فاعله فقال وأدخل فيه من المغرب دار كانت لطلحة بن عبيد الله ودار كانت لأبي سبرة إلى أخره والظاهر إن ذلك أدخل مفرّقا في الزيادات الثلاث وليحيى عن عبد الله بن عطية بن عبد الله أبن أنبيس بنى عثمان المسجد بالحجارة المنقوشة والقصة وجعل عمده حجارة منقوشة وبها عمد الحديد فيها الرصاص وسقفه ساجا وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه خمسين ومائة ذراع وجعل أبوابه ستة على ما كان على عهد عمر باب عاتكة أي المعروف بباب الرحمة والباب الذي يليه أي في جهة محاذاته من المشرق وهو باب النساء وباب مروان أي المعروف بباب السلام والباب الذي يقال له باب النبيّ صلى الله عليه وسلم أي لكونه كان يدخل منه وهو باب جبريل عليه السلام وبابين مؤخر المسجد وما ذكره في الطول يقتضي أنه لم يزده على ما سبق من الذرع زمن عمر سوى عشرين ذراعا فعشر منها في القبلة لأنه زاد فيها الرواق الذي يليها وعشرة في الشام خلاف ما سبق أنه زاد فيه إلى الشام خمسين ذراعا وينبغي تأويله على إن الزيادة بلغت ذلك خمسين بضم ما زاده عمر ليجامع ما سيأتي في زيادة الوليد وإلا فالأرجح رواية المائة والستين للطول وما ذكره في العرض مردود لما سبق من كونه لم يزد في المغرب سوى أسطوانة واحدة وللاتفاق على انه لم يزد في المشرق شيئاً ولم يدخل الحجرة الشريفة ومعلوم أن وجد جدار المسجد الغربي إلى جدار الحجرة الشريفة لم يبلغ خمسين ومائة ذراع ولو بلغه فأين زيادة الوليد المتفق عليها في المغرب ولعله توهم إدخال الحجرة الشريفة في الذرع ولأبن زبالة عن عبد الله بن عمر بن حفص مدّ عمر بن الخطاب جدار القبلة إلى الأساطين التي إليها المقصورة اليوم ثم زاد في القبلة حتى بلغ جداره اليوم قال فسمعت أبي يقول لما احتيج إلى بيت حفصة قالت فكيف بطريقي إلى المسجد فقال لها نعطيك أوسع من بيتك ونجعل لك طريقا مثل طريقك فأعطاها دار عبيد الله بن عمر وكانت مربدا فالقائل أعطيك عثمان لأنه أورده في زيادته ثم روى عقبة أن عثمان قدّم جدار الموضعة اليوم وأدخل بقيعة دار العباس مما يلي القبلة والشام والمغرب وأدخل بعض بيوت حفصة بنت عمر رضي الله عنه مما يلي القبلة فأقام المسجد على تلك الحال حتى زاد فيه الوليد ولأبن زبالة وابن شبة ويحيي عن عبد الرحمن بن سعد عن أشياخه أن أول من عمل المقصورة بلبن عثمان بن عفان رضي الله عنه وكانت فيه كوى ينظر الناس منها إلى الأمام وأن عمر ابن عبد العزيز هو الذي جعلها من ساج حين بنى المسجد زاد الأول والأخير عن عيسى ابن محمد بن السائب وغيره وأستعمل عليها عثمان بن السائب بن خباب وكان رزقه دينارين في كل شهر فتوفى عن ثلاثة رجال فتواسوا في الدينارين فجريا في الديوان على ثلاثة منهم إلى اليوم وقال ابن زبالة قال مالك بن أنس لما أستخلف عثمان عمل مقصورة من لبن يصلي فيها الناس خوفا من الذي أصاب عمرو وكانت صغيرة قلت لكن في العتبية قال مالك أول من جعل المقصورة مروان بن الحكم حين طعنه اليماني وجعل فيها تشبيكا انتهى وليحيي عن عبد الحكم بن عبد الله بن حنطب أول من أحدث المقصورة مروان بناها بالحجارة المنقوشة وجعل لها كوى وكان بعث ساعيا إلى تهامة فظلم رجلا يقال له دب فجاء فقام حيث يريد أن يقوم مروان حتى أراد أن يكبر ضربه بسكين فلم تصنع شيئاً فقال مروان ما حملك على هذا قال بعثت عاملك فأخذ ذودي وتركني وعيالي لا نجد شيئاً فقلت أذهب إلى الذي بعثك فاقتله فحبسه مروان ثم أمر فاغتيل سرا فكانت المقصورة ولأبن شبة أيضا نحوه وقال النووي أول من أتخذ المقصورة في المسجد معاوية رضي الله عنه حين ضربه الخارجي انتهى وجعلها المهدي من ساج أيضا وخفضها وكانت مرتفعة ذراعين عن وجه المسجد فأوطأها مع المسجد وجعلها على الرواق الذي يلي القبلة كله وسماه بن جبير بلاطا فقال والبلاط المتصل بالقبلة تحويه مقصورة تكتنفه طولا من غرب إلى شرق والمحراب فيها انتهى وقد احترقت في الحريق الأوّل. غربية وكانت جديدة ودار كانت هناك لعمار أبن ياسر فأدخلنا في المسجد انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>