للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العمارة بسبب ذلك وغيره ثم جهز المقرّ الأشرف البدري أبا البقاء بن الجيعان أسبغ الله عليه النعم وحفظه من النقم في ركب مع جماعة من خواصه فقدم سابع القعدة الحرام من العام المذكور معه كتب كثيرة في العلوم جعلت وقفا بالمدرسة الأشرفية وآلات السماط من القدور وأحمال كثيرة من الدقيق والحب وبنيتا آلات العمارة صحبها من الينبيع مما جهز في المراكب الشريفة فقرّر أمر السماط لكل نفر في الشهر سبع أردب مصري وذلك خمسة أمداد

بمدّ المدينة اليوم وسوّى في ذلك بين الصغير والكبير والحرّ والرقيق فيعطي كل شخص على عدد عياله ما ذكر وجعل للآفاقيين لكل نفر رغيفين وما يكفيه من طعام الجشبشة وأحسن النظر في أمر المعامير وأزاح ما كانوا يتشكون منه وأخبرني بعض المباشرين لهذه العمارة قبل تمامها أنّ المصروف فيها حينئذ بثمن الآلات والبهائم يزيد على مائة وعشرين ألف دينار ثم بعد تمامها بلغ السلطان ما سبق من أمر النية وميل المنارة الرئيسية فأنتخب المقرّ الشجاعي شاهين الجملي وفوّض إليه شيخة الخدام وينظر المسجد والسماط فقدم المدينة الشريفة موسم عام واحد وتسعين وثمانمائة وأحسن النظر في ذلك كله ولما هدم المنارة ظهر أن الخلل كان لعدم المبالغة في حفر أساسها فحفره إلى الماء وأتخذ لها أحجارا سودا متقنة وأحكم بناءها مع السحن الفائق ومزيد الارتفاع كما سبق وهدم أعالي القبة وأعاده على ما سبق في الحادي عشر مع إحكامه لتربيعه سقف مقدّم المسجد والزيادة الآتية في مشهد سيدنا حمزة رضي الله عنه وغير ذلك ثم في أوائل الثامن والعشرين من صفر سنة ثمان وتسعين وثمانمائة سقطت صاعقة ثانية على المنارة الرئيسية المتقدّم ذكرها فأسقطت قبتها وجانبا كبيرا من دورها الأوّل الذي يقوم عليه المؤذن مع اتخاذ من الأحجار المنحوتة الضخمة وسقط جانب من ذلك على ما يليه من سترة المسجد ونفذ بعضها من أحد المحاريب الذي عن يمين موقف الزائر تجاه الوجه الشريف وشوهد ضوء نارها بذلك المحل المنيف مع الأحجار الساقطة وقد ذكرت طرفا من سر تكرّر سقوطها بهذه المنارة في المجموع الحاوي لما وقع لنا من الفتاوى ثم أعاد المقرّ الشجاعي ما انثلم من المنارة والسترة في عامه بأمر السلطان الأشرف جزاه الله خير الجزاء وجعل ثوابه على ذلك من أوفر الأجزاء ومن تأمّل ما سبق من العمل عقب الحريق الأوّل وطول مدّته وأحاط علما بما أسلفناه عن سلطان زماننا الأشرف في عمارته حكم بقينا بعلوّ همته وفخار منقبته ومرتبته وقد ذكرنا ماله بالحجاز الشريف من الآثار الجميلة وبعض مناقبه الجليلة في الأصل فراجعه ومن أعظمها أجراء عين عرفة وعمل السماط المتقدّم شكر الله صنيعه وحصنه من أعدائه بحصونه المنبعةمدينة اليوم وسوّى في ذلك بين الصغير والكبير والحرّ والرقيق فيعطي كل شخص على عدد عياله ما ذكر وجعل للآفاقيين لكل نفر رغيفين وما يكفيه من طعام الجشبشة وأحسن النظر في أمر المعامير وأزاح ما كانوا يتشكون منه وأخبرني بعض المباشرين لهذه العمارة قبل تمامها أنّ المصروف فيها حينئذ بثمن الآلات والبهائم يزيد على مائة وعشرين ألف دينار ثم بعد تمامها بلغ السلطان ما سبق من أمر النية وميل المنارة الرئيسية فأنتخب المقرّ الشجاعي شاهين الجملي وفوّض إليه شيخة الخدام وينظر المسجد والسماط فقدم المدينة الشريفة موسم عام واحد وتسعين وثمانمائة وأحسن النظر في ذلك كله ولما هدم المنارة ظهر أن الخلل كان لعدم المبالغة في حفر أساسها فحفره إلى الماء وأتخذ لها أحجارا سودا متقنة وأحكم بناءها مع السحن الفائق ومزيد الارتفاع كما سبق وهدم أعالي القبة وأعاده على ما سبق في الحادي عشر مع إحكامه لتربيعه سقف مقدّم المسجد والزيادة الآتية في مشهد سيدنا

<<  <  ج: ص:  >  >>