للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنتج المسجد الكريم أناسا ... أنجبتهم مدارس القرآن

صقلتهم يد الرسول فأضحوا ... غرة الدهر في جبين الزمان

نعم أهل القرآن هم الفائزون بالوسطية.

* القرآن الكريم كتاب هداية فهو نور، وشفاء لما في الصدور، وهو الهادي إلى الحق، فالإعراض عنه ضلال وخسران، وزيغ وطغيان ويظل المعرض عنه في الدنيا في ضنك واضطراب، ويحشر أعمى في يوم المآب كما ورد في النص في (طه) قال ابن عباس رضي الله عنه: (تضمن الله لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة) (١) يشير إلى قوله سبحانه: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: ١٢٣] وهذا المعنى هو الذي نقصده واليراعة نحوه تسعى ويرحم الله تعالى من قال:

فأدنى البرايا من إلى البدع اعتزى ... وأعلى البرايا من إلى السنن انتمى

ومن ترك القرآن قد ضل سعيه ... وهل يترك القرآن من كان مسلما؟

وحملة التنزيل الحكيم الذين أنار الله تعالى بصائرهم ومنحهم تقواه فهدوا إلى الحق وتفتحت لهم أبواب المعرفة، وامتزجت أفئدتهم بآيه وتعاليمه ورتلوه في الغدو والآصال فانقادت جوارحهم لطاعة ربهم، واطمأنت قلوبهم بذكره، وكانوا من عباد الرحمن فهم يمشون على


(١) أخرجه الطبري (١٦ / ٢٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>