للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان في ذلك حكمة عظيمة ومحنة للناس مسلمهم وكافرهم. فأما المسلمون فقالوا {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: ٧] وهم الذين هدى اللَّه ولم تكن بكبيرة عليهم.

وأما المشركون فقالوا كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا، وأما اليهود فقالوا (١) . {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: ١٤٢]

وأما المنافقون فقالوا إن كانت القبلة الأولى حقا: فقد تركها. وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل.

ولما كان ذلك عظيما وطأ اللَّه سبحانه قبله أمر النسخ وقدرته عليه وأنه سبحانه يأتي بخير من المنسوخ أو مثله. ثم عقب ذلك بالمعاتبة لمن تعنت على رسوله ولم ينقد له. ثم ذكر بعده اختلاف اليهود والنصارى، وشهادة بعضهم على بعض بأنهم ليسوا على شيء. ثم ذكر شركهم بقولهم اتخذ اللَّه ولدا (٢) .

ثم أخبر أن المشرق والمغرب لله. فأينما ولى عباده وجوههم فثم وجهه. وأخبر رسوله أن أهل الكتاب لا يرضون عنه حتى يتبع قبلتهم.

ثم ذكر خليله إبراهيم وبناءه البيت بمعاونة ابنه إسماعيل عليهما


(١) ما بين القوسين ليس في المطبوعة. وهو في المخطوطتين.
(٢) يضاهئون قول الذين كفروا من البوذيين والبراهمة وقدماء المصريين وغيرهم من كل مشرك وكان شركه على أساس: أن الله اتخذ ولدا. ولم يكونوا يقولون: إنها كولادة البشر. بل يقولون: إن معبودهم ومقدسهم ووليهم من بني الإنسان: هو النور الأول الذي فاض وانبثق من الله فأخذ كل صفات وخصائص الله وهذه عقيدة كل مشرك وإن لم يصرح بها بلسانه واقرأ سورة الأنعام من السور المكية تفهم ذلك.

<<  <   >  >>