للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أحلى من أصواتنا. فلما فرغ القوم أسلموا، وجوزهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم.

[وفد طيئ]

وفد طيئ - وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد طيئ، فيهم زيد الخيل - وهو سيدهم - فعرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم.

قال ابن إسحاق: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما حدثني من لا أتهم من رجال طيئ - «ما ذكر لي رجل من العرب بفضل، ثم جاءني، إلا رأيته دون ما يقال فيه، إلا زيد الخيل. فأنه لم يبلغ كل ما فيه» .

ثم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم " زيد الخير " وأقطعه " فيدا " وأرضين معه، وكتب له بذلك كتابا. فخرج من عنده راجعا إلى قومه، فلما انتهى إلى ماء من مياه نجد - يقال له " فردة " - أصابته الحمى بها فمات. فعمدت امرأته إلى ما كان معه من الكتب التي أقطع له بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحرقتها بالنار.

[وفد عبد القيس]

وفد عبد القيس وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الجارود العبدي في وفد عبد القيس، وكان نصرانيا، فقال: يا رسول الله، إني على ديني. وإني تارك ديني لدينك، فتضمن لي بما فيه؟ قال: " نعم. أنا ضامن لذلك، إن الذي أدعوك إليه خير من الذي كنت عليه " فأسلم وأسلم أصحابه. فكان حسن الإسلام صلبا في دينه، حتى هلك، وقد أدرك الردة. وكان في الوفد " الأشج " الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم

<<  <   >  >>