للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الثقافة الوافدة.

وتؤكد الدراسات الإعلامية أن مواد التغطية في أعداد مجلة " تايم" على مدى الأشهر الثلاثة الأولى من عام ١٩٩٠م تتناول في معظمها الأحداث والكوارث والجرائم والاضطرابات وعدم الاستقرار والفوضى وإبراز المظاهر السلبية والرشوة والفساد والقصور في التنمية والتطور مع تفجر العنف، وهذه التغطية مع التواضع الشديد في المساحة بالنسبة للمساحة الكلية التي تشغلها أحداث بقية العالم تعكس مشاعر غير ودية وصور زائفة تعزز العنصرية وعدم الثقة (١) .

والبديل هو النظام الإعلامي الإسلامي القائم على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في اتصاله بالناس، والذي ظهرت دلالاته في التحليل الإعلامي لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا التطبيق ليس بالأمر العسير، فالمملكة العربية السعودية قدمت للناس في عالمنا الإسلامي أنموذجا للحكم بشريعة الإسلام وإقامة الحدود وعلاقة الدين بالدولة، وأثبتته عمليا، وبينما كان العالم كله يتجادله ولا يزال يتمارى حول إمكانية قيام نظام إعلامي عالمي جديد حسمت المملكة العربية السعودية هذا الجدال وأصدرت سياسة إعلامية جديدة، تصلح أن تكون أساسا متينا لنظام إعلامي عالمي جديد (٢) يعرف لله حقه، وللإنسان حده وقدره , انطلاقا من عالمية الإعلام الإسلامي وفلسفته الأخلاقية التي نستلهم أسسها من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في فتح مكة يوم أعلن نهاية النظام الجاهلي بكل جزئياته، وخطبة حجة الوداع التي أرسى فيها دعائم النظام الإسلامي ودفن فيها إلى الأبد النظام الجاهلي.


(١) د. راجية أحمد قنديل، أحداث العالم الثالث في التغطية الإعلامية الدولية، مجلة الدراسات الإسلامية، (القاهرة: العدد ٦٣، ١٩٩١م) ، ص: ٧٣-٩٢.
(٢) د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، مقدمة السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية، (الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ١٤٠٤هـ) ، ص: ٧، ٨.

<<  <   >  >>