للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: ١١٩] (١) . ووصف القرآن عظماء الرجال {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٢٣] (٢) .

وقال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم: ٥٤] (٣) .

ويقول الرسول الكريم: «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب» (٤) . والصدق يكون في القول وفي العقيدة وفي العمل وهو شقيق الإخلاص ومواكبه.

والصدق في العقيدة أن يكون مطابقا لأصل الوجود فالإله واحد يبدئ ويعيد، فعال لما يريد لا ند له ولا شريك، والصدق في العمل أن يكون خالصا لله، لا يشوبه رياء، والصدق في الوعد ألا يخلف المواطن الصالح وعدا وعده وصدق الحال ألا تظهر بمظهر ليس منا في شيء ولا ينطبق غير ما نظهر للناس.

ومن آثار الصدق الطمأنينة كما يقول الرسول عليه السلام: «والصدق طمأنينة» (٥) . فهو يؤدي بالحتم إلى اطمئنان النفس وعدم القلق، والصدق في الشهادة تبلغ الإنسان منازل الشهداء، والإنسان الصادق لا يفتري على الله شيئا ولا على إمامه ولا على عامة أهله، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مكانه من النار» (٦) . وفي نطاق هذا الافتراء سائر ما ابتدعه الجهال وأقحموه على الدين من محدثات لا أصل لها وقد نبه عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «يكون في آخر أمتي أناس دجالون كذابون يحدثونكم بما لا تسمعون أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم» (٧) .


(١) سورة التوبة، الآية ١١٩.
(٢) سورة الأحزاب، الآية ٢٣.
(٣) سورة مريم، الآية ٥٤.
(٤) رواه البخاري.
(٥) رواه الترمذي.
(٦) رواه البخاري.
(٧) رواه مسلم.

<<  <   >  >>